تعوّد ال​لبنان​يون على التفاعل مع الاحداث على ​وسائل التواصل الاجتماعي​، فكيف إن كان الحدث عيد مؤسسة تشكل ضمانة بقاء لبنان بتنوعه وجماله. اليوم احتفل ​الجيش اللبناني​ بعيده وتلقى التهاني من كل اللبنانيين الذين "تفنّنوا" في كيل المديح ونظم الاشعار في الجنود والقيادة.

لا فرق بين فنان وسياسي واعلامي ومواطن عادي، فالمسألة هنا لم تكن يوما خلافية لدى الأغلبية الساحقة، والجيش اللبناني استطاع منذ فجر تأسيسه، واعادة تشكيله، جمع المواطنين تحت جناحيه، حاميا لهم، مقدّما دماء جنوده قرابين على مذبح الوطن الآمن المستقر الخالي من ​الارهاب​ والارهابيين. وفي هذا السياق كتبت نوال الزغبي: دَمنا واحد ..جيشنا واحد ..شعبنا واحد ... ينعاد عليك يا وطن"، وتمنت الفنانة اليسا "أن يعود العسكريون المختطفون سالمين الى أهاليهم"، وقالت لورين قديح: "صاروا 72 سنة وبعدَك حبيبي شبّ انتَ بتكبَر وهنّي بيصغروا". وكما كتب الفنانون والممثلون كذلك الاعلاميون والسياسيون فقال غسان جواد: "لم نكن يوماً امام تشكل "وطنية لبنانية" بقدر ما نحن عليه اليوم.. الجيش والشعب والمقاومة ثالوث الهوية يرسم حدود لبنان بالشهداء"، واضاف الاعلامي محمد شري: "في كتير ناس بغنوا للجيش بس في ناس بتضحي وبتستشهد مع الجيش جيش -شعب-مقاومة دمت ليبقى لبنان سيدا حرا قويا".

ومن ضمن التبريكات والأمنيات كتب طوني فرنجية: "كل عيد وجيشنا بخير ليبقى الوطن بخير"، وتمنت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية ​عناية عز الدين​ "الخير لأبطال وطننا الحبيب"، وقال الوزير السابق الان حكيم: "لولا تضحياتكم، ما كان... وطن"، وعلّق زياد عبس: "ضهر بضهر، لآخر الدّهر"، وقال رئيس ​حزب الكتائب​ سامي الجميل: "قلبنا عليك... وقلبك عالوطن".

لم تكن الكلمات يوما كافية لوصف الجيش وعناصره، او رسم الشهداء والجرحى، ورغم ذلك "زغردت" الأشعار على مواقع التواصل حبا ومديحا، فقال نخلة عساف: "وْيسْلم اليوم اللي حمل عيدك، بْوجّ البِطِلْ خَرْطِش بْواريدك، بيرَقَك بيضلّ عَ العالي وِتْلَوّلحو بْوقفة شرف إيدك"، ومثله قال فادي: " صباحك عيد وعز وعنفوان، صباحك جيش حامي جبالك وسهولك، صباحك رجال عطيو للكرامة عنوان وكتبو النصر بكلمات من حروفك".

فاضت وسائل التواصل بتعابير الدعم المطلق للجيش اللبناني، فكتب جوزيف طوق: "نحنا بعيدنا منطفّي شموع على قوالب سكّر... وانت بعيدك بتضوي نجوم عكتاف العسكر"، اما فؤاد خريس فقد استذكر في تغريدة له ما قاله الامام المغيّب موسى الصدر بأن "الجيش هو العمود الفقري لبناء الدولة، وهو سياج الوطن والبوتقة التي ينصهر فيها أبناء لبنان"، ورأت ميرنا زخريا أن ضباط وجنود الجيش اللبناني هم "الجذور يلّي عمرها من عمر لبنان ونحنا الأغصان بقربكم منحسّ بأمان أغصان بمعظمها إلكُم وفيّة وكم غصن يابس فاقد النيّة"، اما روي اسطفان فكان له أمنية خاصة في عيد الجيش اذ قال "اليوم بمناسبة عيد الجيش حبيت قول شغلة، كنت بتمنى لو نجحت بالمدرسة الحربية و كون اليوم عم حارب ب​عرسال​".

ولمناسبة عيد الجيش انتشرت على مواقع التواصل صورة لرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ يوم استلامه "سيفه" خلال حفل تخريج الضباط عام 1958، كذلك صورة لرئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ مرتديا البذة العسكرية في أحد معسكرات التدريب للجيش.

وكما في العام الماضي، أتى عيد الجيش هذا العام حاملا "غصة" سببها "الجرح المفتوح" ل​قضية العسكريين المخطوفين​ لدى ​تنظيم داعش​ الارهابي، فكان لهذه القضية نصيبها من "أمنيات" اللبنانيين الذين سئموا هذا المسلسل الطويل، والذي من المفترض ان يشهد تطورات دراماتيكية في المستقبل القريب.

كنا منذ نعومة أظافرنا ننتظر مرورنا على حاجز الجيش اللبناني لنلّوح لعناصره وننتظر مبادلتنا التحية، وهذا الفعل الذي كان موجها حصرا للابسي البذة المرقطة يدلّ على أن الطفل يتربّى على "حبّ" الجيش في منزله، فيكبر وفي قلبه "معزة" خاصة لهذه المؤسسة الوطنية.