11 عاماً على حرب ​اسرائيل​ العدوانية على ​لبنان​ في تموز من العام 2006، التي استخدمت فيها كل التقنيات العسكرية والتجسسية لتقويض قوة ​حزب الله​ ورسم معادلة جديدة مع لبنان، ولم تقو فيها تل أبيب ولم تحقق أي نصر عسكري، وهي عادت اليوم لاستخدام أسلوبها القديم بالتجسس على لبنان.

جهاز التنصت و​التجسس الاسرائيلي​ الذي فجرته اسرائيل قبل اكتشافه من الحزب بقليل في جبل الباروك، والذي زرعته في صخرة كبيرة يصعب الوصول اليها الا بعد قطع مسافة 3 كيلومترات سيراً على الاقدام، لم يكن الاول الذي تزرعه تل أبيب في تلك المنطقة وتفجره قبل افتضاح أمره، لكن الأساس فيه أنه مجهز بمنظار ليلي ونهاري لالتقاط الاحداثيات والترددات في ​منطقة البقاع​ الغربي والباروك وجبل لبنان والطريق الدولية والقرعون، وصولاً الى ​السلسلة الشرقية​ اللبنانية وبث الذبذبات الى زوارق وسفن حربية اسرائيلية متمركزة في عرض البحر، لتنقل المعلومات الى غرفة عمليات اسرائيلية، حيث يجري تحليلها من قبل جنرالات متخصصين في مجال التجسس على لبنان.

في هذا السياق، يوضح مصدر أمني لبناني، عبر "النشرة"، أن هذا الجهاز هو الأحدث من حيث التقنية لتخزين المعلومات، مزود بمادة الفايبرغلاس وهو مغمور في الصخرة بشكل لا يراه أي شخص، ويمكنه بث المعلومات المخزّنة فيه أيضاً الى طائرة استطلاع اسرائيلية بربع ساعة من خلال مدة تحليقها فوقه، وهو يعمل على الطاقة الشمسيّة. وتبين أنه زرع حديثاً في المنطقة، أي قبل ما يقارب الشهرين، ما يؤكد أن اسرائيل ما تزال تضع لبنان في دائرة استهدافاتها، من خلال التصويب على حزب الله لالتقاط أي معلومة عنه، بعدما فشلت من خلال جواسيسها في الداخل من تنفيذ هذه المهمة.

ويشير المصدر إلى أنه منذ الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، في ايار من العام 2000، وانتهاء ​حرب تموز​ في العام 2006، فإن اسرائيل لم تترك وسيلة الا واستغلتها بحربها التجسسيّة على لبنان والتي عطّلها الجيش والحزب في العديد من المرّات. فقد زرعت اسرائيل مئات الأجهزة على طول الحدود مع لبنان وفي المستعمرات الاسرائيلية القريبة للتنصت على حزب الله ورصد تحركاته وتحركات الجيش، كما أنها رفعت الأعمدة التي جهزتها بكاميرات المراقبة وأجهزة تلفزيونية ووجهّتها نحو ​الوزاني​، وتحديداً من ​بلدة الغجر​ المحتلة، ونحو شبعا وتلالها و​مرجعيون​، انطلاقاً من ​مزارع شبعا​ وتل رياق في مستوطنة المطلة، وعمدت الى ربطها بشبكة اتصالات سلكية الى غرفة عمليات عسكرية داخل المستعمرة لبث وتحليل المعلومات المرسلة، للوصول الى أي شيء يتعلق بالأمن اللبناني، وكشف المصدر أنه عندما سُئل مندوب إسرائيل، في ​اللقاء الثلاثي​ في ​الناقورة​ الاخير، حول أجهزة التجسّس، أجاب: "سنبقى ونصر على التجسس على لبنان طالما أن ​الحكومة اللبنانية​ غير قادرة على ضبط الاوضاع في الجنوب".

ويكشف المصدر نفسه أن ​الأجهزة الأمنية​ اللبنانية سجلت، خلال شهر فقط، قيام إسرائيل بنصب اعمدة تجسس وتنصت ومراقبة على طول الخط الممتد من محاذاة السياج الشائك المقابل لبلدتي راميا و​عيتا الشعب​، وصولاً الى تلة مسكافعام الاسرائيلية المقابلة لبلدة ​العديسة​، وامتداداً الى التلال المشرفة على الوزاني، ووصولا الى التلال المطلة على بركة النقار، وكلها أجهزة تسمح للجيش الإسرائيلي بمراقبة الأراضي اللبناني، والتقاط التحركات مؤكدا أنه يطال أيضًا شبكات الهاتف الخلوي والثابت والتشويش عليها، لافتًا الى أن للبوارج الحربية الاسرائيلية المتمركزة في عرض البحر قبالة المياه الاقليمية اللبنانية مساهمة فعّالة في هذا التشويش وفي عمليات التجسس على الانترنت والصحون اللاقطة لمحطات التلفزة.

في الخلاصة، لن تتورّع اسرائيل يوما عن الاستمرار بخروقاتها للبنان برًّا وبحرًا وجوًّا، وما يثير قلقها أنّها هي أيضًا موضوعة تحت المجهر من الجانب اللبناني.