أكد مفتي الجمهورية ال​لبنان​ية الشيح ​عبد اللطيف دريان​ في حفل تكريم ذكرى مؤسس صحيفة "اللواء" عبد الغني سلام عبد الغني سلام أن "الأحداثُ تَفرِض ذكراه ، وما أكثرها وما أغزرها ، وتردد مع كل حدث ومع طلعة كل شمس ، اسم عبد الغني سلام . هو من كان رفيقا للوطن ، لا يمله ولا يغادره، ويشارك في أفراحه وأتراحه ، في انتصاراته وهزائمه ، ويعيشه في كل لحظة وفي كل ساعة ، وفي كل يوم، كأنه نبض حياته ، فما بالك إذا كانت الأحداث لا تتوقف في لبنان ، وما بالك إذا كانَت ساعة الزمن ، تَترافَق مع طلوع الشمسِ وغروبها ، وتأخذ معها اللبنانيين في دورة الحياة"، مشيراً الى انه "هكذا ، كانتْ حياةُ عبدِ الغَني سَلام ، تَدور مع دورة الزمن ، في حالةِ يقَظة دائمة ، نَابِضَة بالحركَة وبِالشعور المرهف ، خَفاقَة لا تَعرف السكون ولا التّوقف . كان شديد الانتباه ، لا يغْفل عن حدث ، يتفاعل مع محيطه ، ومع قضايا مجتمعه ووطنه وأمته ، ومتى ناداه الواجب وجده حاضِرا وجاهِزا وملبِيا ، لا يقعده شيء عنِ الاستجابَة وتَقَدُّمِ الصفوف ، وَأخْذِ المُبادَرَة".

ولفت المفتي دريان الى "اننا نَستفقده، نَستذكِره في هذه الأيام ، نَحتاجه ، نَعم كثيرا نَستَفقِدُه، كثيراً نَستَذكِرُه، وأكْثَرَ نَحتَاجُه ، نَحتاجُ إلى مُرُوؤَتِه ، نَحتَاجُ إلى شَجَاعَتِه، إلى صَرَاحَتِه ، إلى كَلِمَاتِهِ الرَّصِينَة ، إلى مُبَادَرَاتِهِ الطَّيِّبَةِ الكَرِيمَة ، لم يَكُنْ سِياسِيّاً ، ولكنْ كانَ في قَلْبِ السِّياسَة ، يَجمَعُ ويُوفِّق ، يُوَحِّدُ ولا يُفَرِّقُ، وَيَجْهَدُ وَيُعانِدُ في إصلاحِ البَيْنِ بَينَ إخوانِه ، لا يُطِيقُ افْتِرَاقاً بَينَ الإخوة، وَلا بَينَ مُوَاطِنِيه ، وَلا بَينَ اللبنانيين ، وَلا يَسكُتُ وَلا يَصْبِرُ عليه ، فَهُوَ وَحْدَوِيٌّ وَتَوفِيقِيٌّ في قَلبِه وَضَمِيرِهِ وَعَقلِه ، وَأُسْلُوبِهِ وَمَنْهَجِهِ وَسُلوكِه".

وأشار الى "أننا نَرى أنفُسَنَا بَينَ أَهلِنا ، وفي مُجتَمَعِنَا ، وفي وَطَنِنَا ، وَفي مُحِيطَنَا العَرَبِيّ ، وَفي العَالَم ، نحن وحدوِيونَ وَأَخلاقيون ومؤمنون ، وَإِنسَانِيُّونَ وَصَادِقُون ، وَأهْلُ سَمَاحَةٍ وَعَدَالة ، وَانْفِتَاحٍ وَرَحْمَة ، نُؤمِنُ بِوَطَنِنَا وَعُرُوبَتِنَا ، وَنَحْرِصُ في لبنانَ على عَيشِنَا المُشْتَرَك، وَنُخْلِصُ لِبَلدِنَا ، وَنُحِبُّ لِغَيرِنَا مَا نُحِبُّ لِأنْفُسِنَا ، وَلا نَعْمَلُ إلا لِمَا يُعَزِّزُ وَيُغنِي وَحْدَتَنَا وَالعَيشَ المُشتَرَك ، نَعمَلُ لِلحَقِّ وَمِنْ أجْلِ الحقّ ، وَلا نَقولُ إلا الحَقّ ، وَلا نُرِيدُ لِأنفُسِنَا مَا لَا نُرِيدُ لِغَيرِنَا ، وَنَسْعَى لِبِنَاءِ الدَّولة ، دَولَةِ الحَقِّ وَالقانون، دَولةِ المُساوَاةِ وَالعَدَالةِ وَالاعْتِدَال ، دَولةٍ حُرَّةٍ مُستقِلَّةٍ سَيِّدَة ، يَتَسَاوَى فِيها الجَمِيع ، لا امْتِيَازَاتٍ فيها لِأحَدٍ على آخَر ، ولا اسْتِقوَاءَ وَلا غَلَبَة ، وَلا تَفضِيلَ وَلا أرْجَحِيَّة".

وأكد المفتي دريان "اننا نَسْتَفقِدُكَ وَنَستَذكِرُك ، نَستَذكِرُ الرَّجُلَ المِقدَامَ الحُرَّ الجَرِيءَ الغَيُور، وَنَستَذكِرُ فِيكَ مَعانِيَ الرَّحمَةِ والإنسَانِيَّة ، التي تَجَلَّتْ في حَدَبِكَ على الفَقيرِ وَالمِسكِين ، وَفي رِعَايَتِكَ المَظلُومَ والمُحتَاج . مَلأتَ سَاحَاتِ رَمَضانَ بِالرَّحمَةِ وَالعَطَاء".