ذكرت "الاخبار" ان الوزير السابق ​أشرف ريفي​ لا يمر في أفضل أيامه السياسية. القصة لا تتعلّق فقط بفشل رهانه الإقليمي، وانطفاء وهج خطابه السياسي، والأزمة المادية التي يمّر فيها؛ فالخلافات بين أعضاء فريق عمله تكثر، وتنسحب أيضاً على المناصرين له في الشارع، الذين بدأ "الوازنون" منهم يُعبّرون عن امتعاضهم من تصرفات "المسؤولين الريفيين". واشارت الى "الشحّ في الخدمات، ومرور أربعة أشهر من دون أن يدفع رواتب الموظفين لديه". مُعظم القوى السياسية في المدينة، كرئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​، تُمارس "التقنين" على مستوى المال السياسي، ولكن "الفرق أنّها لم تقطع رواتب الموظفين".

واوضحت المصادر الطرابلسية أنّ "الحنفية الخليجية" أُقفلت مع ريفي. قسمٌ من المنتفعين السابقين من ريفي حاولوا دقّ باب ميقاتي. وقسمٌ آخر لجأ إلى الأمين العام ل​تيار المستقبل​ أحمد الحريري، الذي كان واضحاً "بأنّه قادرٌ على تأمين الخدمات التي لها علاقة بوزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي، ولكن ليس المادية". مصادر ريفي تُصرّ على نفي أن يكون قد تلقّى "أيّ مال من السعودية أو من ​الإمارات العربية​". القصّة تتعلّق "بأربعة أفراد كانوا يُساعدون اللواء، يمرون اليوم بأزمة مادية".

ولفتت "الاخبار" الى ان السعودية طلبت من ريفي تحييد رئيس الحكومة سعد الحريري عن هجماته السياسية، وعدم مواجهته. أعاد الوزير السعودي ​ثامر السبهان​ "إملاء" الأمر نفسه على ريفي، خلال زيارته الأخيرة للبنان. تزامن ذلك مع الشحّ المالي الذي يُعاني منه اللواء المتقاعد، وتراجع خطابه السياسي، ليظهر كأنه "يعيش حالة ضعف وفراغٍ"، بحسب مصادر طرابلسية.

أمام هذا الواقع، وجد أنّ من الضروري "القيام بحراكٍ ما، فكان الانفتاح على رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي". وللمناسبة، فإنّ الحديث عن تقارب بين الرجلين بدأ قبل قرابة سنة. زار ريفي ​بلدية طرابلس​، وترك أعضاءها في حالة ذهول بعد أن أشاد بميقاتي، "مُبشّراً" بتعاون إنمائي بينهما، لا سيّما في ملفات الكهرباء والمستشفيات والعمل البلدي. كبّر ريفي الهالة حول تعاونه مع ميقاتي، علماً بأنهما لم يتفقا سوى على التعاون لتسهيل عمل البلدية لما فيه مصلحة المدينة.

تتحدّث المصادر الطرابلسية عن اتفاق علني وسرّي، بين ميقاتي وريفي، "على عدم الاشتباك أحدهما مع الآخر في الشارع. مصلحتهما ضدّ الحريري تقتضي ذلك". ما المدى الذي ستصله هذه العلاقة سياسياً؟ "لن ترتقي إلى أيّ مستوى"، تؤكد المصادر.