كشفت دراسة بريطانية أن "البشر ليسوا المخلوقات الوحيدة التي تعيش في مجتمع ديمقراطي، فالحيوانات أيضا تصوّت فيما بينها لاتخاذ قرارات جماعية"، موضحةً أن "الكلاب الأفريقية البرية تصوّت بالعطس إذا أرادت التوقف للاستراحة ومتابعة ​الصيد​".

ووجد الباحثون أن معدلات العطس خلال تجمعات التحية -التي تحدث بعد أو أحيانا خلال فترة راحة- تؤثر في احتمال خروج المجموعة للصيد بدلا من العودة إلى النوم.

وإذا بدأ الأفراد المهيمنون في التجمع، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مطاردة، ومجرد عطستين أو ثلاث تكون مطلوبة لتبدأ المجموعة في عملية الصيد، ويجب أن يزيدوا من العطس -أكثر من عشر مرات- لجعل المجموعة تتفرق.

ويعتقد الباحثون أن هذا العطس هو تصويت أعضاء المجموعة على توقيت بدء الصيد، لأن الكلاب الأقل مرتبة هي التي غالبا تبدأ التجمعات. ويضيفون أن القرارات المجتمعية ضرورية للحياة الاجتماعية، ومن النادر في عالم الحيوان أن تجد نظاما اجتماعيا يقوم فيه فرد بإجبار بقية المجموعة على القيام بعمل معين.

ولكن بما أن الحيوانات لا تستطيع إنتاج هذا النوع من الدعاية السابقة للانتخابات المحببة لدى السياسيين من البشر، فإن المجموعات الاجتماعية يجب أن تكون لها طرق مختلفة للاقتراح والحصول على توافق في الآراء بشأن أنشطتها.

فقرود البابون مثلا طريقتها في ذلك: الموافقة أو الرفض، فعندما ينطلق أفراد من مجموعة في غارة قد ينتقل العديد منهم في اتجاهات مختلفة. ويجب على القرود الأخرى في المجموعة أن تقرر أي واحد تتبعه، والهيمنة الاجتماعية ليس لها أي تأثير على احتمال أن غالبية المجموعة سوف تمتثل.

أما حيوانات الميركات فطريقتها التصويت، ففي عالم هذه المجموعات التماسك الاجتماعي أمر حيوي للبقاء، والانتقال من مجموعة إلى أخرى يجب أن يتم بطريقة جماعية.

وبالنسبة لقردة الكابوشين فطريقتها هي "الزغردة" لإقناع المجموعة بالتحرك في الاتجاه الذي يفضله المنادي.

ونحل العسل لديه نظام اجتماعي متقدم، والنحل العامل له مهام مختلفة. فعندما تكتظ الخلية ويحتاج الأمر لانتقال البعض خارجها، تنطلق النحل الكشافة بحثا عن موقع مناسب لعش جديد.

وعندما تعود إلى الخلية تبدأ كل نحلة كشافة رقصة تعطي توجيهات للمواقع المختارة إلى أن يستقر الرأي الجماعي على العش الجديد المراد. وهناك بعض النمل في جنوب إنجلترا يصوت بأقدامه.