نقلت صحيفة "الجمهورية" عن رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، إشارته خلال لقائه قائد قوات "​اليونيفيل​" في الجنوب الجنرال ​مايكل بيري​، إلى أنّ "طائرة الإستطلاع ال​إسرائيل​ية "أم.ك - M.K"، لم تفارق فضاء منطقة المصيلح منذ أسبوع، أي منذ اللحظة الّتي وصلتُ فيها إلى هنا". وأوضح "أنّني لا أعتقد أنّ "اليونيفيل" كانت غافلة عن رؤيتها، وأنت تعرف أنّها هنا ليس لتحميني؛ هذه إسرائيل"، لافتاً إلى أنّ "الـ"أم.ك" لم تعد طائرة استطلاع فقط، بل هي طائرة اغتيالات ومزوّدة بصواريخ".

ونوّه بري، إلى "أنّني أعتقد أنّكم ترون كلّ ما يجري من خروقات إسرائيلية، ومع ذلك لا أحد يتكلّم. كلّ هذه الخروقات الحالية، ما هي إلّا نقطة في بحر الخروقات المتكرّرة من قبل إسرائيل"، مركّزاً على أنّ "عينكم يجب أن تكون على إسرائيل، وليس علينا"، مؤكّداً أنّ "المنطقة على فوهة بركان، وها هو مشروع شمعون بيريز حول "​الشرق الأوسط الكبير​" يجري تنفيذه بكلّ اندفاع وتحت أعين العالم، إن لم يكن بموافقته"، لافتاً إلى أنّ "ها هي كردستان بعد الإستفتاء، هي الدولة الأولى، ومعلوم أنّ الدولة الثانية كانت في ​جنوب السودان​".

وشدّد على أنّ "دولة كردستان هي بمنتهى الخطورة، وخطورة هذه الدولة إذا ما قامت، تكمن في أنّ إسرائيل، وكما هي على حدود ​لبنان​ و​سوريا​ و​الأردن​ ومصر، صارت على حدود ​إيران​. هذا هو الهدف الكبير، وهنا تكمن الشرارة الّتي يمكن أن تشعل كلّ المنطقة"، مركّزاً على أنّها "خطيئة كبرى يرتكبها ​الأكراد​ في كردستان. في زمن "سايكس بيكو" اختاروا الوحدة مع ​العراق​، فحموا أنفسهم كما حموا العراق"، متسائلاً "في السنوات الأخيرة صارت لديهم حقوق كبرى، فما الذي جرى لكي يسقطوا في هذا الإنفصال، ولكي تبدو الصورة وكأنّ هناك وجهاً ثانياً لإسرائيل لا يقلّ خطورة عن هذه الإسرائيل المحتلة ل​فلسطين​؟".

وأوضح بري، أنّ "لعلّ الخطورة الكبرى تكمن في أنّ دولة كردستان إذا ما قامت، فمعنى ذلك أنّها لا تضع المنطقة كلّها على نار التفتيت فقط، بل على نار الغليان، ذلك أنّ هذه الدولة الخطيرة لها امتداد مع سوريا بواسطة أكراد سوريا، ولها امتداد مع ​تركيا​ بواسطة أكراد تركيا، ولها امتداد مع إيران بواسطة أكراد إيران"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل مزهوّة، لا بل منتشية لأنّها أمام فرصة أن تجعل من هذه الدولة، قاعدةً لها، أكبر بكثير من القاعدة الأميركية في كوبا".

وأكّد أنّ "هناك خوفاً على كلّ المنطقة، ولبنان جزءٌ من هذه المنطقة"، مبيّناً أنّه "لا يُؤمّن لإسرائيل أبداً. ومع ذلك، لا أعتقد أنّها تحضّر شيئاً ضدّ لبنان، لأنّ ما يهمّ إسرائيل هو أن تبقى المشكلات مستفحلة ومتفاقمة في الدول العربية، والعرب يوفّرون عليها أيّ تعب، إذ يقومون بما تريده لناحية تدمير دولهم ومجتمعاتهم والصراعات في ما بينهم"، مشدّداً على أنّ "أيّ مشكلة في الداخل، وكلّ هذه المناكفات الّتي تحصل بين حين وآخر يجب أن تنطفئ، وأنا من جهتي سأعمل جاهداً في هذا الإتّجاه".