ترأس بطريرك الروم الملكيين جوزيف عبسي، القدّاس الإلهيّ في كاتدرائية المخلّص في مونتريال، لمناسبة يوبيل ١٢٥ سنة على تأسيس رعيّة المخلّص، وألقى عظة شدد فيها على ألم الهجرة من بلادنا والنزيف الذي تسبّبه في جسم كنيستنا مشيرا الى أَنَّ مسيحيي الشرق عندهم شيء يقولونه لإخوتهم المسيحيّين في الغرب عن مسيحيّتهم وعن شهاداتهم المسيحيّة وعيشهم للإنجيل وانتمائهم إلى الكنيسة، ولفت الى ان لا نستطيع أن نرى، بعين الرجاء والإيمان، غير ذلك مبرّرًا لهجرتنا نحن مسيحيي الشرق إلى هذه البلاد . وأكد ان قد نكون نحن، في تدبير الله وتصميمه، من بين الوسائل والأشخاص التي يستعملها الله لهذا الغرض. لذلك علينا نحن ​المهاجرين​ او المهجرين أن لا نبقى متعلّقين ومتمسّكين بالماضي تعلّقًا يجمّدنا ويقتلنا. علينا أن نتطلّع إلى الأمام وننهض برجاء كبير للرسالة والشهادة. آباؤنا قلبوا العالم الرومانيّ وأنتم أحفادهم هذه هي رسالتكم أن تقلبوا العالم الذي انطلقتم إليه بشهادة ​الإنجيل​ الصادقة.

هذه الرسالة تتطلب منا أن نكون مندمجين في المجتمع الجديد الذي انتمينا إليه، أن لا نعدّه غريبًا أو خصمًا أو منافسًا. علينا أن نكون مسيحيّين من داخل ثقافته وعاداته، أن نكون مواطنين حقيقيّين بكل ما لهذه الكلمة من أبعاد. وإن كان لدينا أشياء نعتبرها جيّدة ونتمسّك بها كشرقيّين من واجبنا أن نطعّم هذا البلد بها أو أن نطعّمها به. هذا لا يتنافى مع انتمائنا إلى بلادنا الأصليّة ومحبّتنا لها ومساعدتها وانتمائنا الى تراثنا وتقاليدنا. إنّ البلد الذي نحن فيه وغيره من البلاد أيضًا يشجّع على المحافظة على التقاليد والتراثات التي لا تتنافى أو لا ترفض قوانينها وانظمتها ودساتيرها.