اعتبرت ​رابطة الشغيلة​ أن "تقديم رئيس الحكومة ال​لبنان​ية ​سعد الحريري​ استقالته من السعودية، عبر شاشة ​قناة العربية​، وفي هذا التوقيت بالذات هو دليل واضح لا يرقى إليه الشك على أن الحريري قد أكُره على القيام بهذه الخطوة من قبل النظام السعودي، فغلّب الحريري مصلحة هذا النظام على مصلحة لبنان حتى ولو أدتّ خطوة استقالته إلى الإطاحة بالاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، ما يكشف سقوط ادعاءاته وزيفها هو وفريق ​14 آذار​ الذي سَارَعَ بتبرير تأييد استقالة الحريري بأنه ناجٌم عن حرصه على السيادة والاستقلال وعن عدم السماح بالتدخلات الخارجية بشؤون لبنان الداخلية".

وفي بيان لها، لفتت الرابطة إلى ان "ما دفع الحريري إلى الاستقالة إنما هو الضغط الأميركي الصهيوني الذي ترجم بقرار سعودي قضى باستدعاء الحريري ودفعه إلى الاستقالة تحت ذريعةٍ واهية وغير صحيحة بأن حياته بخطر، وذلك في سياق خطة للرد الأميركي على الضربة الموجعة التي تلقتها ​واشنطن​ و​تل أبيب​ بسبب تحرير مدينتي ​دير الزور​ السورية والقائم العراقية وذلك بفضل التنسيق المباشر بين جهات محور المقاومة، والتعاون المباشر بين ​الجيش​ين السوري والعراقي والتقائهما على الحدود بين البلدين".

وأشارت إلى أن "السعودية أقدمت على إرغام الحريري على الاستقالة بقرار أميركي صهيوني، بهدف إرباك محور المقاومة ومنعه من توظيف واستثمار انتصاراته، عبر محاولة هز الاستقرار في لبنان، وإثارة الفتنة والانقسام الداخلي والعودة بلبنان إلى أجواء الفوضى الأمنية والسياسية التي شهدها سابقاً عقب صدور ​القرار 1559​ واغتيال رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​، وبالتالي زيادة منسوب الضغوطات السياسية البائسة على جهات محور المقاومة والمصحوبة بالعقوبات الاقتصادية والأميركية".

واعتبرت أن "مثل هذه المحاولات القديمة ـ الجديدة إنما هي محاولات يائسة من قبل حلف العدوان الأميركي الصهيوني السعودي ولن يكون مصيرها سوى الفشلِ الحتمي ِكما فشلت مثل هذه المحاولات في السابق، لاسيما وأن حلف المقاومة بات أكثر قوة وقدرة مما كان عليه في السابق وما عجزت في تحقيقه ​أميركا​ و​إسرائيل​ والسعودية عبر اكبر تحالف دولي لإسقاط سورية لن تستطيع بلوغه اليوم بعد أن أصبحت سورية على أعتاب تحقيق النصر الحتمي، وبعد أن أصبحت المقاومة أكثر قدرة وقوة، في حين باتت السعودية غارقة في حرب استنزاف في ​اليمن​ وعاجزة عن تحقيق أي من أهدافها العسكرية والسياسية، فيما الكيان الصهيوني و​الولايات المتحدة​ غير قادرتين على شن الحرب بفعل قوة الردع التي بات يملكها محور المقاومة والتوازن الاستراتيجي الذي فرضه الحضور العسكري الروسي النوعي إلى جانب سورية وحلفائها في مواجهة القوة الأميركية".

ودانت الرابطة "هذا التدخل السعودي الفظ في شؤون لبنان الداخلية"، معتبرةً أنه "عدوانا على سيادة واستقلال لبنان وتحمِّل النظام السعودي المسؤولية عن أي محاولة لإثارة الفتنة والاضطراب والفوضى".

وحذرت قُوى 14 آذار من "الانجرار إلى المربع السعودي للعبث بالأمن والاستقلال وإعادة كشف لبنان أمنياً، كما فعلت في أعقاب القرار 1559 واغتيال رفيق الحريري، فمثل هذه المحاولات لن يكون مصيرها سوى الفشل كسابقاتها"، داعيةً إلى "ضرورة تكاتف كل الجهود الوطنية لقطع الطريق على هذا المخطط السعودي الأميركي الصهيوني وإحباط أهدافه من خلال التمسك أكثر من أي وقت بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي حررت الأرض من الاحتلال الصهيوني وقوى ​الإرهاب​ التكفيري، وحمت سيادة واستقلال لبنان ومكنت الدولة من بسط سلطتها على كامل أراضيها لاسيما وأن هذه المعادلة قد تعززت اليوم في ظل وجود الرئيس ميشال عون في سدة ​رئاسة الجمهورية​".