"​القدس​ عاصمة ​إسرائيل​". قرار أميركي أعلنه مساء أمس رئيس ​الولايات المتحدة​ ​دونالد ترامب​، ليقع كالصاعقة على الرأي العام الدولي والعربي. مخالفاً كل القوانين وكل كتب التاريخ، أعلن ترامب في مؤتمره نقل ​السفارة الأميركية​ بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس، مؤكداً بذلك أن عاصمة اسرائيل ستصبح القدس.

هي الأرض التي وطأها الله منذ بداية التاريخ، وهي الشاهد على قيامة يسوع، والمكان الذي عرّج فيه النبي محمد الى السماء. إن القرار الأميركي بجعل هذه الأرض المقدسة عاصمة لبلد انتهك كل الحضارات والأديان وخلق كل أشكال الوحشية، لن ينقص من قدسيتها الأزلية، بل ستكون وصمة عار في وجه كل حاكم تآمر عليها.

هذا القرار الأميركي لم يمرّ مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم غياب أي تضامن عربي على صعيد الحكومات منذ زمن، الا ان الشعب العربي أظهر تضامناً تعطّش الجميع له، وكأن البوصلة أعادت وجهتها: ​فلسطين​. وتحت وسم "القدس عربية"، غرّد رواد مواقع التواصل الاجتماعي معلنين شجبهم للقرار الأميركي.

في هذا السياق، غرّد علي حجازي قائلا "الملايين التي نزلت في ساحات ما سمي ​الربيع العربي​ إذا أرادت أن نصدقها، عليها أن تكون غداً في الشوارع وإلا كنا أمام أكبر خديعة في تاريخنا المعاصر". أما الممثلة ماغي بو غصن فغرّدت كاتبة كلمات أغنية الفنانة فيروز "لأجلك يا مدينة الصلاة، أصلّي، لأجلك يا بهية المساكن، يا زهرة المدائن، يا قدس". بدوره قال هشام حداد "نقول تويتر تقولون لنا "مش شاطرين انتو الا بالحكي"، فنقول صواريخ المقاومة وتقولون نريد العيش، فها هم الآن اعترفوا بالقدس عاصمة لاسرائيل، ماذا تريدوننا أن نفعل"؟.

ووجّه المغرّد "ضامن" الاتهامات إلى ​دول الخليج​ بأنها هي من تقاعست عن نجدة فلسطين، وأشار إلى أنه "لصواريخ الحزم المزعوم اولوية واحدة هي تحرير فلسطين لاعادة الامل لعروبتكم، وكل ما عدا ذلك هو حزم مشلول وتنصل من النخوة العربية"، مضيفاً "والى اولئك الذين اجتمعوا قبيل ايام على مقربة من القدس ووصفوا المقاومة بالارهاب زودا ودفاعا عن عروبتهم ها هي القدس عاصمة فلسطين تناشد نخوتكم المدعاة"، ومشددا على أن "القدس ستبقى عربية دافعتم عنها ام لم تدافعوا".

أما "بنت الجبل" فلفتت إلى أن "كل ما اضمحلّت الرجال وقلّت النخوة في قلوب العرب لا تنتظروا نصرا"، معتبرة أن "مواقف العرب المهزوزة وأنانيتهم المفرطة حول مصالحهم الشخصية هو اكبر دافع يحفّز اسرائيل وغيرها للاستخفاف بنا"، ومؤكدة أن "الذي ينام في فيينا أو المالديف، ومن يستجمّ ببرج العرب، لا يمكنه الدفاع عن القدس".

في سياق آخر، عمد البعض على نشر مقاطع مسجلة للأمين العام ل​حزب الله​ السيد حسن نصرالله وهو يعلن الدفاع عن القدس وعن المقدسات في فلسطين، فنشرت نور الصفار كلمة لنصرالله يقول فيها "إن فلسطين من البحر إلى النهر، أرض محتلة مغتصبة مسروقة من أهلها وأصحابها الشرعيين، وان تقادم الزمان لا يحوّل المسروق والمنهوب إلى ملك شرعي وقانوني للسارق والناهب، ولو اعترف به كل العالم".

ورأت هنادي خزعل أنه "من الجيد أن تفتح الفيسبوك وتجد معظم الناس وحّدت صورها وتضامنت مع القدس، لكن لا أعلم لماذا لدي شعور أن هذا التضامن هو فقط تماشيا مع الموضة، وعندما يحين موعد كأس العالم الجميع سيغيّر صورته ويضع صور منتخباتهم وكأن شيئاً لم يكن"، مضيفة "القدس، فلسطين محتلّة منذ زمن، والموضوع لا ينحصر بما حصل بالأمس، الا ان المشكلة بنا أننا لا ننتفض الا بأوقات معينة، او عندما يحدث أي شيء إستفزازي علني وواضح".

من جانب آخر، عمد البعض الى كتابة أبيات من الشعر أو أسطر أدبية تضامناً من القدس. فاعتبرت صبا بزي أن "القدس ليست أمراً رئاسياً لترامب؛ إِنَّها أمرُ الله، وسورةُ الإسراء، ونبوّة مُحمَّد، وبُكاء المَسيح. إنها العَشاءُ الأَخير، والعذراءَ مَريم، والمِحراب"!.

قد يمرّ إعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل مرور الكرام، إلا أنه وبلا أدنى شك، ان تاريخ السادس من كانون الأول من العام 2017، سيضاف إلى نكبة ونكسة العرب، ويصبح تاريخاً للذل والتخاذل العربي بحق القدس وكنيستي المهد والقيامة والأقصى.