وجَّه النائب ​غازي العريضي​ التحية لكل الجامعات والمؤسسات والافراد والزملاء والرموز والكتاب والاعلاميين الذين يحتفلون او يحيون "اليوم العالمي للغة العربية"، مشيرا في كلمة له خلال ملتقى السنوي للحوار الفكري والثقافي، لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بعنوان "تحديات المجتمع العربي المعاصر" برعاية رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ النائب ​وليد جنبلاط​، الى ان السبب ان هؤلاء يقومون بعمل كبير خصوصا امام حالة التراجع الخطير الذي تعيشه لغتنا وتعيشه منطقتنا وتعيشه ايضا اجيالنا. في كتابي الاخير الذي اصدرته نقلت، وليس الفضل لي على الاطلاق، تقريرين عن مؤسستين فيهما مقاربة عما كان عليه واقع العالم في بداية القرن الماضي وما هو عليه اليوم. نحن امام فاجعة وكارثة اذا اطلعنا على تلك الارقام العلمية الدقيقة عن عدد السكان العرب قياسا على عدد سكان الدول، كتبوا في التقرير 450 مليون ربما اكثر او اقل، ولكن المقارنة كانت 20 او 15 او 25 مليون. المقاربة مفجعة ان في نسبة الاختراعات التي قدمت او في نسبة القراءة والاهتمام في اللغة".

ونوه "بتنظيم مثل هذه اللقاءات التي تسلط الضوء على هذا الخطر الكبير الذي يستهدف تاريخنا وذاكرتنا وعلمنا واساس تراثنا وحضورنا، لان اللغة العربية هي الضمانة والحصانة والسلاح الاقوى والافعل الذي باستخدامه نستطيع ان ندافع عن قضايانا وان نطلق كل ما في عقولنا ونفوسنا وقلوبنا وافكارنا من شؤون وشجون، وان نتواصل مع الاخر دون ان نغفل لغة الاخر، بل ان نذهب الى تفاعل مع لغته، لكن نخاطب اجيالنا بالدرجة الاولى بلغتنا لنؤمن تحصينا للموقف والموقع والذاكرة والتاريخ والحقيقة، منعا لتشويه وتزوير يصيب هذين المرتكزين الاساسيين في تاريخ اي شعب من الشعوب، فكيف اذا كان ابناء منطقة منها انطلقت الرسالات والسماوية باللغات الاساسية المتينه المتماسكه ومنها انطلقت الافكار والرجال الكبار، ولنا في هذا التاريخ الكثير من الاشراقات رغم ما نشير اليه من مخاطر وعبر في حياتنا اليوم".

واعتبر ان "اليوم سوف يناقش الاخوة الكرام المعنيون المختصون كل جوانب هذه المشاكل وتاثيراتها على حياتنا اليومية، لكن في الحقيقة انا اريد التركيز على ثلاثة امور:

اولا، القراءة، فمن دون قراءة لا معرفة، ومن دون قراءة ومعرفة لا فكر ولا ثقافة ولا سياسة ولا اعلام. فلا يستطيع اي انسان ان يكون في موقع مسؤول او في مهنة ان يقول انه سياسي او اعلامي او مثقف او مبدع اذا لم يكن على الاقل محصنا بمعرفة تأتي من القراءة. هذه مسالة اساسية مهمة ينبغي التأكيد عليها في كل لقاءاتنا ومدارسنا واحزابنا ومؤسساتنا. وعندما نتحدث عن الاحزاب، يجب ان لا ننسى نحن اولا وان لا ينسى الناس ثانيا، ان احد أبرز شركاء المعلم الشهيد كمال جنبلاط في تأسيس الحزب هو عالم علامة في اللغة العربية الشيخ الدكتور عبد الله العلايلي، الذي له الفضل الكبير، وهو الذي قدم للغة العربية الكثير. هؤلاء من علمونا ومن نشأنا الى جانبهم وعلى افكارهم ولغتهم المتينة القوية بمضمون معبر عن حقيقتنا ووجودنا وكرامتنا وقضايانا وهواجسنا وهمومنا".

وأضاف ان "الامر الثاني، اننا نستسهل كثيرا واحيانا بنوع من الاعتزاز ايضا، ونعتقد اننا نقوم بعمل كبير عندما نترك اولادنا سواء في المدرسة او في المدرسة الصغيرة اي البيت، يكتبون عبر اجهزة التواصل الاجتماعي، اللغة العربية بالحروف الاجنبية. وهذا من اخطر ما يكون على لغتنا وذاكرتنا ومعرفتنا وثقافتنا. للاسف كبارنا انزلقوا الى ممارسة هذه الكتابة استسهالا وتبسيطا، لكن في الواقع، نحن نكون بذلك نطلق النار على انفسنا وعقولنا وذاكرتنا. فبهذه اللغة نؤسس لما يريده الاخرون وننزلق الى اهدافهم. هذا خطر كبير ينبغي التوقف عنده والتعامل معه كما يستحق من اهتمام".

ولفت الى ان المسألة الثالثة، تختص بالاعلام، ولا يجوز لنا كاعلاميين او كسياسيين ان نطل على الناس او نقف على المنابر ونرتكب الكثير من الاخطاء في القراءة والمتابعة والسؤال وتشكيل الحروف والكلمات. علينا ان نقدم لغة سليمة. هذه المنابر والشاشات ليست ملكا لنا، نحن نتوجه من خلالها الى الناس ونحن مسؤولون امامهم وامام عقولهم وذاكرتهم وتاريخهم واحاسيسهم.

بعد جلسة الافتتاح بدأت الجلسات، فكان المحور الاول بعنوان "اللغة العربية مرآة المجتمع والفكر"، والثاني "الثقافة والفكر والممارسة السياسية في المجتمع العربي"، والمحور الثالث "المجتمع العربي بين تحديات التنوع وتحولات العولمة".

وتخلل حفل الافتتاح تكريم نخبة من رواد ​الصحافة​ والاعلام، وهم: ​عادل مالك​، اميل خوري، عزت صافي، مي منسى، سمير عطا الله والياس الديري، وكانت جلسة ختامية وعرض للتوصيات.