ابن الله صار انسانا وكما قال قانون ايمان نيقية القسطنطينية: "من اجلنا نحن البشر في سبيل خلاصنا نزل من السماء وبالروح ​القدس​ تجسّد من مريم البتول وصار انسانا".

الكلمة صار جسدا ليخلصنا وبمصالحتنا مع الله: الله هو نفسه ارسل ابنه كفّارة عن خطايانا(يو 4:14)، الكلمة صار جسدا لكي نعرف هكذا محبة الله، لقد صار انسانا حقا وبقي الها حقاً ​يسوع المسيح​ هو إله حق وانسان حق، يسوع هو ابن الله "مولود غير مخلوق": "هو والاب جوهر واحد". "ويجب ان نعترف به في طبيعتين غير مختلطتين وغير متغيرتين ولا منقسمتين منفصلتين" (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، المكتبة البوليسية-جونيه ​لبنان​ 1999، فقرة 467، صفحة 154-155).

يسوع الايقونة الالهية

وفي الفقرة 476 من التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، تعلن ان الكلمة صار جسدا متخذا ناسوتا حقيقيا وأن جسد المسيح كان محدّدا ولهذا كان بالامكان "رسم وجه يسوع البشري"، وفي المجع المسكوني السابع اعترفت الكنيسة انه من الشرعي رسمه في صور مقدّسة، انه الايقونة الالهيّة والتجسد، هو الاتحاد العجيب للطبيعة الالهيّة بالطبيعة البشرية في الكلمة الواحدة( الفقرة 483).

ملائكة ورعاة ومجوس

ولد المسيح في ضِعةِ مزودٍ، في اسرة فقيرة، رعاة بسيطون كانوا أول من شهد للحدَث. ففي هذا المسكن يتجلى مجد الله. (الفقرة 525 من التعليم المسيحي صفحة 17). وظهر في هذا الحدث الالهي "انه ابن الله ومخلص العالم" وله اتى ليسجد المجوس من الشرق.

فتماهى مع المساكين والضعفاء والمحتاجين والغرباء والفقراء، انه ايقونة هؤلاء الناس من زمن بداية البشرية الى الآن الى نهاية الأيام، في الزمن الاسكاتولوجي صورة المخلص المغيّر والمحوّل للزمن والأيام طبعت قلوب وعقول وانتظارات البشرية.

الجسد الطاهر المولود والجسد المقدس المائت

في الميلاد "ظهر الإبن للملأ وهو غير المنظور، وصار انساناً ولما يبرح هو الإله، ودرج طفلا مع أطفال البشر... تخلّى عن عرشه حتى ولد في مغارة ولفّ بالأقمطة"، هنا يتلاقى الفن الايكونوغرافي في رسم صورة جسد المسيح الملفوف بالأقمطة كالجسد الطاهر الذي لف وانزل الى القبر. فلنمجد الرب بالطهارة مع الملائكة ونشكره مع الرعاة ونسجد له مع المجوس" (من صلاة فرض الميلاد الكلسيك لبنان 1977، ص 415).

انه الابن الازلي الذي لا بدء له، انه النور المحجوب الذي اشرق على العالم، انه القديم الذي ولد طفلا، ابن الله صار انسانا ولمّا يبرح الها، فنزل في مغارة وملأ السماء والارض من مجده.

ميلاده أقام السلام بين السماء والارض. أعطنا يا يسوع أن نعرف سر تجسدك العجيب ونفهم سر صلبك وموتك وقيامتك.

بلعام النبي الوثني الاعمى

بلعام النبي الوثني على ضفاف الفرات، بلعام النبي الاعمى: "كلام بلعام بن يعور الاعمى كلام الرجل المغلق العينين، كلام السامع أقوال الله والعارف معرفة العلى والناظر مناظير القدير الذي يقع فتنفتح عيناه: اراه وليس حاضرا أبصره وليس بقريب"(سفر العدد 24/12-19).

الكلمة صار جسداً وسكن فيما بيننا وقد شاهدنا مجده مجدا من الآب لابنه الوحيد(يو 1:14). "ومن أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد وصار انسانا".

الميلاد شركة حب مع الآخرين

فرحنا بالميلاد يكتمل بمشاركتنا الاخرين عندما نلتزم قضاياهم، لان يسوع المسيح هو فيهم كما قال "لأني جعت فاطعمتوني وعطشت فسقيتموني واغتربت فآويتموني وعُرِّيت فكسوتموني وفرحت فعدتموني وسجنت فزرتموني (متى 25: 25-36).

اضيئوا الشوارع واضيئوا قلوبكم

نعم اضيئوا الشوارع والساحات، بالنور والبهجة والمحبة والمسامحة والعطاء واضيئوا سرجكم زيتا وحياتكم اعمالا صالحة للقاء العروس.

البسوا الثياب الجميلة، والبسوا الرحمة في قلوبكم، نعم البسوا أجمل الثياب والحلل البهية لموعد وصوله، لكن أَلبسوا قلوبكم بالرحمة وعدم الكره والبغض والحقد والحسد، نعم اقيموا اطيب الموائد والمآكل، ولكن قدموا من طعامكم وخبزكم للجياع والفقراء والتعساء، لا تكتفوا بالمظاهر الخارجية، بل اجعلوا من قلوبكم مسكناً ليسوع الرحمة والتواضع وبذل الذات من أجل الآخرين.

اذهبوا الى لقاء الفقراء والتعساء

اذهبوا الى لقاء المرضى والموحدين

اذهبوا الى المقهورين من الارامل واليتامى

اذهبوا الى من يعرضون اجسادهم وكراماتهم وقوفا على الطرقات والشوارع في البرد والمطر لاجل حفنة من المال، لشراء الدواء لمرضاهم او الحليب لاطفالهم.

اذهبوا الى البيوت التي لم تعد قادرة على دفع اقساط التعليم لاولادهم وهم يستطعون في الشوارع.

اذهبوا الى ملاقاة يسوع وانتم تعرفون انه هناك ينتظركم. ولد المسيح هللويا وكل عيد وانتم بخير وفرح ومحبة وسلام.

*كاتب ايقونة الميلاد رئيس محترف الايقونة المخلّصي الأب نداء ابراهيم