اعتبر الأب ​كميل مبارك​ أن "الساحة ​المسيحية​ لم تكن بخير لمدة طويلة من الزمن، لكنها اليوم أفضل من الأمس حتما"، لافتا الى ان "اقصاء اي من الفرقاء السياسيين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، أمر شبه مستحيل، ليس بطلب من الكنيسة أو الدولة أو الأحزاب، بل بطلب شعبي".

وأشار مبارك في حديث لـ"النشرة" الى ان "النظام النسبي الذي ستجري على أساسه الانتخابات النيابية، يدعم هذه النظرية، فبخلاف ما كانت عليه الامور في فترات سابقة حين تم اقصاء مكوّنات في المجتمع ال​لبنان​ي والمسيحي في زمن الحلف الرباعي وغيره، اليوم حتى ولو قامت تحالفات مماثلة، فهي لن تقصي أي مكوّن". وأضاف، "قد تُضعف هذه التحالفات البعض وتعطي قوة ودفع للبعض الآخر، لكنّها لن تتمكن من ان تحول دون مشاركة طرف ما ب​المجلس النيابي​ او في الحكومة".

وجوه جديدة

وتطرق الأب مبارك للعمل الحكومي، فاعتبر ان "الحكومة مجتهدة، وهي تنجح أحيانا وتفشل أحيانا أخرى نتيجة العقبات المتراكمة منذ أكثر من 40 عاما"، لافتا الى انّها "تقوم بجهد كبير لاجراء الاستحقاق النيابي في موعده، بعدما تحول مطلبا شعبيا ملحا، ولا شك أننا سنشهد تغييرا بعد الانتخابات بالرغم من أنه لن يكون جذريا باعتبار ان الكثير من الوجوه الحالية ستبقى في المشهد السياسي، الا انّه سيأتينا بوجوه جديدة نتيجة النظام النسبي الذي سيكون متبّعا".

وأمل مبارك في أن "يأتي الخير الى هذه البلاد مع الوجوه الجديدة كما مع تلك القديمة التي اعتادها اللبنانيون"، معتبرا ان "الديمقراطية اللبنانية مرّت بمرحلة صعبة مع السير بالتمديدات السابقة للمجلس النيابي والتي يُمكن اعتبارها أكبر خطأ ديمقراطي شهده لبنان". وتساءل "كيف يمكن ان نقبل الا تكون هناك انتخابات في بلد ديمقراطي كلبنان فيما دول أخرى غير ديمقراطية تجري انتخابات وبانتظام وان كانت انتخابات مزورة"؟!.

وأشار مبارك الى ان "التغيير بعد الانتخابات لن يطال المجلس النيابي وحده بل عمل الحكومة التي لن تكون كسابقاتها"، مرجحا ان تكون "منسجمة مع العهد الجديد فتتبنى خطة أساسها التغيير والاصلاح".

عودة المسيحيين

وردا على سؤال عن امكانية عودة المسيحيين الذين تركوا ​سوريا​ والعراق الى بلادهم بعد انتهاء الحرب على "داعش"، قال مبارك: "الدعوة للعودة مفتوحة للجميع، لكنني أستبعد ان يعود من هاجر واستقر في احدى دول العالم المستقرّة، اما النازحون الى دول الجوار سواء هنا في لبنان او ​الاردن​ او ​تركيا​، فسيكونون أول العائدين بعد هدوء الأحوال والقضاء على داعش".

وشدد مبارك على أن "الوجود المسيحي في المنطقة غير مرتبط بارداة الناس، انما هو مرتبط بارادة الله وبالتالي لا أحد قادر على تهديد هذا الوجود".