رأت مصادر سياسية ان الأشكال الحاصل حول مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي دعت اليه ​وزارة الخارجية​ في ​ابيدجان​ مع بدايات شهر شباط المقبل، يرتبط بالخلاف السياسي القائم بين ​حركة امل​ برئاسة رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ ورئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ .

وقالت المصادر ان باسيل بوصفه وزيرا للخارجية أرسل موفدا من قبل وزارته الى ​ساحل العاج​ للتحضير لهذا المؤتمر، والتواصل مع أبناء الجالية شارحا لهم الأهداف وارتداداته الإيجابية على علاقة المغترب بالوطن الام ​لبنان​، خاصة بعد ان أعطى القانون الجديد للانتخابات الحق للمغتربين بالاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة في السادس من أيار المقبل.

وتابعت المصادر بأن التعليمات التي زودت بها وزارة الخارجية موفدها ركزت على جمع كلمة المغتربين في هذا القارة الأفريقية ووضع مصلحتهم ومصلحة لبنان في سلم أولوياتهم .

ولفتت المصادر انه ومع تجاوب معظم المغتربين في ساحل العاج والدول المحيطة مع دعوة الخارجية واعلان استعدادهم للمشاركة في المؤتمر، دخلت جهات وشخصيات شيعيّة تدور في فلك حركة امل تدعو المغتربين الشيعة الى مقاطعة المؤتمر لانه برعاية جبران باسيل.

ولفتت المصادر الى ان نشاط هذه الفئة لافشال المؤتمر بدأ يتوسع بالتزامن مع تصعيد الخلافات بين التيار وحركة امل في لبنان، حيث نقل انصار بري الى مسامع المغتربين اتهامات ضد الوزير باسيل بأن نشاطه الاغترابي فيه ميول طائفية .

وقالت مصادر في التيار الوطني الحر ان الوزير باسيل يعرف تمام المعرفة ان عصب المغتربين في هذا القارة الأفريقية هو عصب شيعي وبالتالي لم يتصرّف على اساس مذهبي ولا طائفي لا في ابيدجان ولا في أي دولة يتواجد فيها مغتربون.

واشارت المصادر الى انه اذا كان الكلام والمواقف التي صدرت عن مسؤولين في التيار والتي تدعو الى قيام نمط جديد في التعامل داخل لبنان وخارجه بعيدا عن المذهبية والطائفية ازعج البعض، فان من غير المسموح نقل الموبئات الطائفية والمذهبية التي لا يزال لبنان يعاني منها، الى المغتربين.

وسألت المصادر عن الاسباب التي دفعت البعض في ابيدجان، وانتماءاتهم السياسية معروفة، الى المطالبة بتأجيل المؤتمر قبل ايام معدودة من انعقاده، مشيرة الى مشاركة رجال دين من الطائفة الشيعية في الدعوة الى التأجيل، وهي في الحقيقة تندرج في اطار الحملة السياسية التي تشنها حركة امل ضد التيار الوطني الحر والوزير باسيل على أبواب الانتخابات النيابية.

وأشارت المصادر الى ان المسار السياسي لزعماء الطوائف وبالتحديد حركة امل منذ الطائف، وقبل دخول الوزير باسيل المعترك السياسي، لم يكن الا مسارا مذهبيًّا، ضاربا عرض الحائط المؤسسات، والأمثلة على ذلك كثيرة، وهذا ما أوصل لبنان الى هذه الحالة من التشنج المذهبي وليس الطائفي فحسب، وان التيار الوطني الحر بتحالفه مع ​حزب الله​ هو الذي حمى لبنان واللبنانيين من الانقسام والاقتتال.

واكدت المصادر ان وزير الخارجية جبران باسيل ومعه التيار الوطني الحر سيبقى مع النهج التوافقي ولن ينجر الى صراعات جانبية وطائفية لن تخدم لبنان المقيم ولا لبنان المغترب.