أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم ​الارثوذكس​ ​يوحنا العاشر​ يازجي عظة، خلال قداس أحد الفريسي والعشار الذي ترأسه الاسقف المساعد في ابرشية البرازيل رومانوس داوود، "ان اليوم ايها الاحباء هو احد الفريسي والعشار، وقد رتب اباؤنا القديسون في الكنيسة المقدسة ان يسبق ​الصيام​ الاربعيني المقدس، الصيام الكبير، اربعة احاد، احد الفريسي والعشار، احد الابن الشاطر، احد الدينونة او مرفع الجبن واحد الغفران او مرفع اللحم، ويوم الاثنين يبدأ الصيام الاربعيني المقدس الذي نجاهد به ونصوم لنصل الى الفصح المجيد المبارك"، مشيراً الى أن "الاباء القديسين ارادوا ذلك الترتيب ليشرحوا لنا المعاني الحقيقية لهذه المسيرة الروحانية المقبلين عليها لنصل ليوم الفصح المجيد، حيث ان احد الفريسي والعشار هو الاحد الاول في التهيئة للصوم الاربعيني، وقد سمعنا مقطعا من انجيل لوقا يتحدث عن انسانين دخلا الكنيسة ليصليا احدهما فريسي والاخر عشار، اذ رفع الفريسي عينيه الى السماء، وكان يصلي ويقول اشكرك يا رب لاني لست مثل هؤلاء الناس الخطأة والظالمين، انا اصلي مرتين في الاسبوع واعشر اموالي، اما العشار فبقي بعيدا ولم يجرء ان يرفع رأسه بل يركع ويقول اللهم ارحمني انا الخاطئ. فخرج العشار مبررا دون ذاك لان من رفع نفسه اتضع ومن وضع نفسه ارتفع".

وأوضح أنه "ان نصلي ونصوم ونعشر اموالنا ونقوم باعمال الفضيلة والرحمة هذه امور جيدة وعلينا جميعا ان نقوم بها و​الكتاب المقدس​ يعلمنا ذلك، انما كانت خطيئة الفريسي ان استكبر واحتقر الاخرين واستهزأ بهم، وهو يصلي، ما يدفعنا للبحث في المعنى الحقيقي للايمان، بجرأة، حيث يستخدم في بعض الاحيان خطأ للتفرقة والقتل والاعمال البشعة، فخطيئة الفريسي انه استكبر وتعالى واستهزأ بالاخرين ورفضهم وازلهم بقوله انه يصوم ويعشر ويشكر الله انه ليس مثل العشار والخطأة الظالمين".

كما تطرق يازجي الى الزيارة التي قام بها الى الامارات العربية والتي حملت الكثير من المفاعيل والاثار السارة، مؤكدا انه "عبر خلالها هذا الشعب الطيب المحترم، الذي يقدر الانسان الاخر، ويعمل لاجله ولخير بلده والانسانية على جميع الاصعدة عن الانفتاح، في الدين والعلم والحياة العملية، حيث جعلوا من دبي وابو ظبي مدنا من اهم مدن العالم"، لافتاً الى انها "كانت اياما مباركة، ودشنا صرحا كبيرا لابنائنا ورعيتنا هناك، وعندما نشعر بالمحبة والاحترام فان القلب ينفتح على الجميع، لان الصوم والصلاة والسجود عندما تقوم بهم لا تشكر الرب لانك لست مثل غيرك بل تسجد في داخلك وتشكر الرب لانك على شاكلة مسيحك، فتعكس السلام والفرح والمحبة والهناء والطمأنينة على من يعيش معك فلا يشعر انك تكفر غيرك".

كما ذكر أن "اشياء عديدة تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابتين اليونانية والعربية عن التعليم الارثوذكسي ومما يكتب بما معناه الارثوذكسية او الموت، في حين ان ذلك هرطقة نرفضها، حيث ان هؤلاء يهرطقون جبل آثوس ورهبانه ولا يصلون مع رهبانه، فهذا شعار، وهذا الرومي في ​لبنان​ و​سوريا​ اكتشف هذا الشعار واصبح يستعمله"، متسائلاً "فالى اين انتم ذاهبون؟ والى اين ستصلون؟ قد يكون ذلك مقصودا، لان كثيرين يريدون تفكيك الكنيسة وكل كنيسة وخلق التعصب والتطرف والتكفير والتهجير والقتل، هل هذا هو روح الايمان"؟

ودعا الى "ان نتذكر كلنا ان العشار خرج مبررا وليس كذاك الفريسي الذي تعالى واستكبر واعتبر نفسه انه على صواب وغيره خاطئ وكافر. هذا غير مقبول، فليست هذه تعاليم ​السيد المسيح​ ولا ​الانجيل​ ولا التربية العائلية، اذ انه في العائلة الواحدة لكل خصوصيته وتميزه عن الاخر انما هذا لا يعطي احدا منهم الحق بقتل الاخر وذبحه وتكفيره، علينا ان نعي اي اله عظيم مثل الهنا، تجسد وافتدانا واحتضن العالم باسره وبعد ذلك كله اضطهدوه وجلدوه وصلبوه وقتلوه".

وختم يازجي بالقول "نحن مقبلون في لبنان الطيب على الانتخابات النيابية التي نود ان تتم بأوانها، وان تكون منصفة، كما لا نريد ان تصبح قضايانا الكنسية امرا للمقايضات والمبايعات والتحالفات لنائب يفوز هنا ونائب ينقص هناك، بل دعوا الامور الطائفية والكنسية جانبا، وانتم الارثوذكسيون، الشعب العظيم بما تملكون من طاقات روحية وعلمية وثقافية وما تلعبونه من دور مهم في كافة اوجه الحياة، كونوا دوما رجالا عظاما يرى الناس اعمالكم الصالحة ويمجدوا الرب في السموات".