علق السيد علي فضل الله على الأزمة الأخيرة التي عاشها ​لبنان​، قائلا: "البداية من لبنان، الذي طوى الأزمة التي نشأت قبل حوالى أسبوعين، وكادت أن تودي بالاستقرار الداخلي، وتعيد البلد إلى مرحلة سوداء من تاريخه، وذلك من خلال الإجراءات التي جرت على الأرض، ومنعت من تفاقم الأزمة، وتوّجت باللقاء الذي جرى بين الرؤساء الثلاثة في بعبدا"، مشيراً إلى "أننا في الوقت الذي نقدّر وعي القيادات السياسيّة، وكلّ الجهود الّتي بذلت لإعادة وصل ما انقطع على المستوى السياسي وعلى أرض الواقع، فإننا نأمل أن يكون هذا اللقاء قد رسّخ قاعدة للتعامل مع الأزمات، تمنع تكرار ما حصل، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعامل بين القوى السياسية، عنوانها سرعة التلاقي فيما بينها لحل أي خلاف، وتتجنب الخطاب الذي سرعان ما يأخذ بعداً طائفياً أو مذهبياً، حتى لا تنزل الخلافات إلى الشارع، كما حدث، رغم كل التداعيات التي تترتب عليها، وخصوصاً عندما لا تكون ثمة ضوابط تحكمها، وحتى لو وضعت لها الضوابط، فما أكثر الذين يدخلون على خطها".

وخلال خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، اشار السيد فضل الله إلى "إننا نريد لهذا اللقاء أن يُبعد اللبنانيين عن أية هزات هم بالغنى عنها، فيكفيهم ما يعانون جراء التردي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، وجراء الوضع الأمني، في ظل التهديد الصهيوني المستمر، وانعكاس ما يجري في المنطقة عليهم"، معتبراً أنه "من الطبيعي أن يحدث اختلاف في البلد، ولا سيما وسط كل هذا التنوع السياسي والطائفي، وسعي كل زعماء الطوائف لتحسين مواقعهم على حساب المواقع الأخرى.. ولكن من غير الطبيعي أن يستعاد الخطاب الطائفي بالشكل الذي حصل، سواء في النادي السياسي أو عبر مواقع التواصل أو الشاشات".

وأكد "أننا لا نريد أن تكتفي القيادات السياسية باللقاء على مسكن أو مهدئ أو مبرد يهدئ الساحة لضرورات المرحلة أو للظروف الطارئة، بل على الآلية الأفضل لمعالجة أي خلاف سياسي حدث أو سيحدث، كما عبرت القيادات عندما التقت، وأكدت أن يكون كل خلاف تحت سقف ​المؤسسات الدستورية​ التي تجمع الجميع، كما كنا دعونا سابقاً ويبقى لنا في هذا المجال أن نصرّ مجدداً على هذه اللقاءات بين القيادات الفاعلة، وأن تركز على إيلاء القضايا المعيشية والحياتية أهمية كبرى، وأن تشدد على مواجهة الهدر و​الفساد​ الذي بات ينخر في مفاصل الدولة، وأن تؤكد حلّ معضلة العجز المتزايد في الخزينة"، مشيراً إلى أنه "على القيادات أن تخلق أماناً وطمأنينة في نفوس اللبنانيين، وخصوصاً أنهم لا يشعرون بذلك حين يرون ​الحكومة​ من حولهم تصرف بدون موازنة، أو تتهيأ لصرف أكثر من نصف مليار ​دولار​ في أمور قابلة للتأجيل، وفي ظرف اقتصادي صعب ومأزوم.. لا يمكن أن نعوِّل خلاله على موارد تأتينا من مؤتمرات الخارج، بل من جيوب المواطنين".