توقّفت أوساط سياسية مطلعة أمس عند المفارقة البارزة التي عبّر عنها اللقاء الخاطف بين الرئيس اللبناني ​ميشال عون​ والموفد السعودي ​نزار العلولا​ والذي لم يتجاوز عشر دقائق، خرج بعده العلولا من دون الإدلاء بأي تصريح، قبل ان توضح المعلومات الرسمية انه الى جانب رسالة الدعم الشفوية التي نقلها موفد الديوان الملكي من الملك سلمان، فإن عون حمّله تحية الى خادم الحرَمين الشريفين وأكد له رغبة لبنان في إقامة افضل العلاقات مع المملكة منوّها بوقوفها الى جانبه.

وإذ لاحظتْ هذه الأوساط عبر "الراي" الكويتية، ان الموفد السعودي أبلغ الى الرئيس عون أنه سيدعو رئس الحكومة ​سعد الحريري​ الى زيارة ​الرياض​، رأتْ ان اجتماع العشر دقائق بدا أشبه بلقاء بروتوكولي لـ"أخْذ العِلم" بمهمة العلولا، لافتة الى انه بدا واضحاً ان موفد الديوان الملكي لم يبحث مع رئيس الجمهورية في ملف العلاقات بين البلدين ولا في أسباب تأزُّمها سابقاً وان رسالة الدعم التي حمَلها جاءت أشبه بـ "إعلان نيات" تبقى ترجمته رهناً بما ستخلص اليه عملية "الاستطلاع" التي سيقوم بها في ​بيروت​.

ولاحظتْ الأوساط نفسها ان ملف العلاقات اللبنانية - ​السعودية​ كان في صلب لقاء العلولا مع الحريري عصر أمس قبل ان ينتقل موفد الديوان الملكي الى ​معراب​ حيث التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور ​سمير جعجع​ الذي أقام له مأدبة عشاء، على ان يزور اليوم رئيس البرلمان ​نبيه بري​ وشخصيات سياسية أشارت معلومات الى انها لن تشمل النائب ​وليد جنبلاط​ بفعل استياء الرياض من مواقف أطلقها حيال ​سياسة​ المملكة في ​اليمن​ وبإزاء قضايا داخلية.