أكد وزير الدولة لشؤون المرأة ​جان أوغاسبيان​ في كلمة، خلال مؤتمر بعنوان "رائدات الأعمال في الإعلام ال​لبنان​ي" في جامعة سيدة اللويزة برسا في قاعة المؤتمرات، "أهمية مشاركته في هذا المؤتمر في صرح جامعة سيدة اللويزة لأن هذه الجامعه هي ليست فقط اكاديمية للعلم بل اكثر من ذلك هي لبناء الانسان على المبادىء والقيم الانسانية"، معتبراً ان "المؤتمر يظهر مدى رقي الاهتمام بالانسان لأن موضوع مقاربة المرأة هي مسألة انسانية بالدرجة الاولى، فالانسان يمر بحياته بتحولات كثيرة حيث يشعر احيانا ان ربه انعم عليه ببعض المواقف او هناك صعوبات تواجهه".

وتابع بالقول "الا ان الله انعم علي بهذه الوزارة وهذا اعتزاز وفخرلي، في البداية حين كلفت بأعمال هذه الوزارة رأى فيها البعض انها مسألة بسيطة بسبب عدم وجود الوزارة سابقا الا انه اليوم وبعد سنة ونيف اصبح لدينا وزارة مع فريق عمل كامل واستراتيجية كما ان هناك موازنة ومشروع الامم المتحدة للتطوير والانماء، وهذا الكم من الانجازات دفع العديد من الوزراء إلى أن يغاروا منا"، لافتاً الى أنه "في ​الحكومة​ الجديدة التي ستتشكل بعد الانتخابات سيتم التنافس على المشاركة بهذه الوزارة".

ونوه الى أن "اليوم سنتحدث عن النساء الرائدات في مجال الاعلام، وعندي قناعة وايمان وهناك اثباتات ان المرأة اللبنانية لديها ما يكفي من القدرات بالعلم والمعرفة وانجازات ونجاحات لتتبوأ اعلى المراكز، لقد كنت اطالب وما زلت بوجود للمرأة في ​المجلس النيابي​ وفي الحكومة بأعداد كبيرة ليس فقط كوزيرة لشؤون المرأة بل بوزارات أخرى اساسية كداخلية ومالية وغيرها لأنه لا يجب ان تحصر نفسها في مكان معين"، موضحاً ان "السبب ليس شكليا او مسألة عابرة، بل لأنها نصف المجتمع".

كما اشار اوغاسبيان الى أن "المؤسسات الدستورية في لبنان على انواعها بحاجة لتصويب الاداء والتطور والتنوع والابتكار، وهذه المواصفات والمميزات موجودة لدى المرأة اللبنانية وبتغيبها عن المؤسسات تكون هناك خسارة للمؤسسات التي لا تستفيد من قدراتها وامكانيتها الموجودة في لبنان، وفي كل مرة في لقاءاتي من اقصى الجنوب الى الشمال أذكر اللبنانين اننا في المؤسسسات الرسمية الدستورية بالقطاع العام نخسر نصف قدرات وطاقات الوطن"، موضحاً ان "هذا اللقاء هو لتسليط الضوء على ناحية لها علاقة بالاعلام لكن هذه الناحية تنسحب على كافة المجالات والميادين داخل الوطن اللبناني".

وشدد على انه "لا يؤمن ان هناك توزيع مسؤوليات في الحياة اي ان المرأة مسؤولة عن جزء من الامور الحياتية والرجل مسؤول عن الجزء الآخر"، لافتاً الى أن "هذه الصورة النمطية يجب ان نتخلص منها لأن العالم اليوم قائم على الامكانيات والقدرات، واذا كانت المرأة تتمتع بها فليكن العمل لها سواسية كالرجل".

وتابع مشيراً الى "عدم امكانية ان تقارب أي مسألة على اساس انها انثى او رجل اي على اساس جندري، بل على اساس الامكانيات والبنية التحتية التي تؤهلها للوصول الى مركزما بغض النظر عن كونها رجلا او امرأة بل بالاعتماد على الكفاءات. هذه العقلية التي يجب ان ندخلها الى المجتمع"، منوهاً الى ان "الرجل هو شريك اساسي في المسؤوليات مع المرأة لذلك اقرينا في الوزارة اجازة الابوة وان كانت مدتها ثلاثة ايام فقط، فقد اقرت في ​مجلس الوزراء​ واحيلت على المجلس النيابي والهدف من ذلك هو توجيه رسالة الى ان الاب مسؤول كزوجته وشريك اساسي معها منذ ​الولادة​ وعليه ايضا مسؤوليات عاطفية اساسية اضافة الى المسؤوليات الاخرى ليبقى مع زوجته ويتشارك معها نعمة هذه الولادة. وهذه العقلية التي يجب ان ندخلها".

وتابع بالوقل "لقد قمنا بإحصاءات أظهرت لنا أن في كل مجالس الادارة في ​القطاع الخاص​ الذي يبلغ عدد النساء فيه 30%، انتاجيتهم أعلى 16% من باقي المجالس، وهذا التنوع الذي نتحدث عنه للمرأة التي يمكنها ان تدخله الى المؤسسات الرسمية والخاصة"، مؤكدا "ضرورة ان يعتز المجتمع اللبناني بالمرأة اللبنانية ويفتخر بها لأنها اثبتت ذاتها في كل المجالات"، متمنياً "ان تصل أعداد كبيرة من السيدات في الانتخابات النيابية القريبة، لأن هذا الأمر يحتاج الوطن اكثر مما تحتاجه المرأة".

كما أكد أوغاسبيان "استمراره بهذه الرسالة لاقتناعه بدور المرأة"، موضحا ان "تنوع هذا البلد وتنوع الناس الذين يعيشون فيه هو غنى وثروة ومساحة لكل الناس الذين يؤمنون بالله".