بعد أن فشل المجلس الأعلى في "​الحزب السوري القومي الإجتماعي​" في حسم اسم مرشحه إلى ​الإنتخابات النيابية​ المقبلة عن دائرة ​المتن الشمالي​، في جلسته التي انعقدت يوم الخميس في 22 شباط الفائت، التي سبقت إعلان رئيس الحزب ​حنا الناشف​ أسماء باقي المرشحين في دوائر أخرى، يعقد المجلس جلسة اليوم على جدول أعمالها البحث في هذا الملف، وسط جدل داخلي على أكثر من مستوى، فهل ينجح في الإنتهاء من هذه المعضلة أم يكون التأجيل سيد الموقف مرة جديدة؟.

في هذه الدائرة، التي تضم 8 مقاعد: 4 موارنة، 2 أرثوذكس، 1 كاثوليك، 1 أرمن أرثوذكس، سيكون مرشح "القومي" عن المعقد الماروني، نظراً إلى الإتفاق المبدئي على التحالف في المتن الشمالي مع "​التيار الوطني الحر​"، رغم الإفتراق بينهما في دائرة البترون-الكورة-زغرتا-بشري بشكل أساسي، وسعي التيار إلى منافسة رئيس المجلس الأعلى في الحزب النائب ​أسعد حردان​ على المقعد الأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة، مع العلم أن "الوطني الحر" يفضل أن يكون ​فادي عبود​ هو مرشح الحزب في المتن الشمالي.

في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن المجلس الأعلى سيكون عليه قبل البحث في أسماء المرشحين عن هذه الدائرة البت في معضلة دستورية على مستوى الحزب، متعلقة بالسؤال حول إمكانية إعادة التصويت على الأسماء التي سقطت في الجلسة السابقة أم لا، نظراً إلى أنه في حال كان الجواب سلبياً لن يكون هناك من فرصة لإعادة البحث في ترشيح عبود، بينما في حال كان الجواب إيجابياً، ستعود الأمور إلى نقطة الصفر.

وتوضح هذه المصادر أنه في الحالة الثانية سيكون أمام المجلس الأعلى 5 أسماء، هي، بالإضافة إلى عبود، النائب السابق أنطون خليل، العميد في الحزب ​قيصر عبيد​، أنطوان الخوري حنا، أما الإسم الخامس فهو الرئيس الأسبق للحزب يوسف الأشقر، حبث نجحت الإتصالات معه في دفعه إلى تقديم أوراق ترشيحه إلى قيادة "القومي"، رغم أنه كان بعيداً عن هذا التوجه، لا سيما أنه يبلغ من العمر 84 عاماً، بينما في الحالة الأولى سيكون خليل هو المرشح الأوحد على طاولة البحث، نظراً إلى إعتذار الرئيس الأسبق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بيتر الأشقر عن خوض المعركة.

في هذا الإطار، تشير المصادر نفسها إلى أن المجلس الأعلى في الحزب هو الجهة الوحيدة المخوّلة، بحسب دستور الحزب، البت في مسألة إمكانية التصويت على تبنّي ترشيح المرشحين الذين لم يحصدوا العدد اللازم من الأصوات في جلسته السابقة، وتؤكد بأن البت في هذه المسألة ربما يكون أصعب من البتّ في إسم المرشح، لا سيما في ظل الإنقسام الواضح بين أعضائه حول هذا الأمر، لا سيما بعد أن قرر عبيد الإنسحاب من المعركة بعد تبنيه خيار الحالة الأولى.س

أمام هذا الواقع، تطرح المصادر المطلعة أكثر من سيناريو للجلسة المنتظرة اليوم، أبرزها تأجيل البت في اسم المرشح لهذه الدائرة إلى جلسة أخرى تعقد في وقت لاحق، إلا أنها تلفت إلى أن تبني الحزب اسماً آخراً غير عبود ربما يعيد خلط أوراق التحالف مع "الوطني الحر"، الذي تتحدث مصادره عن أنها كانت قد تبلّغت مسبقاً من "القومي" بأن مرشحه في هذه الدائرة هو عبود، والتيار يفضل هذا الخيار لعدة أسباب.