كشفت مصادر قيادية "قواتية" مطلعة في حديث لـ"الديار"، عن أن مشاورات الإجتماع الأخير في ​بيت الوسط​ تميّزت بالطابع الإيجابي، حيث تم التركيز فيها على إعادة التأكيد على نقطتين أساسيتين هما: عمق العلاقة الإستراتيجية التي تربط بين "​القوات​" و"المستقبل"، بعدما كانت عدة جهات قد حاولت الدخول للفصل بينهما، وفشلت في تحقيق هدفها. وبالتالي، فإن الإصرار اليوم هو لدى الطرفين على الحفاظ على هذه العلاقة انطلاقاً من الحرص على الحفاظ على التوازن الوطني وعلى المشروع السيادي في لبنان. ومن هنا، فإنه مما لا شك فيه أن هذه العلاقة تعرّضت للإهتزاز، ولكنها لم تسقط إطلاقاً، بعدما أظهرت كل المحطات التي مرّت بها أنها غيوم صيف وليس أكثر، كما حصل مؤخراً. فالطرفان قد حافظا على جسور التواصل بينهما، ولم تحصل أية قطيعة سياسية ولم تنهار العلاقة بسبب الحسّ الوطني الذي يجمعهما.

أما النقطة الثانية كما أضافت المصادر «القواتية»، والتي تم عرضها في اللقاء الأخير، فتناولت الإستحقاق الإنتخابي، وآلية التحالف بين الفريقين، إذ جرى استعراض الدوائر الإنتخابية التي من الممكن التحالف فيها، في ضوء الموقف المبدئي على ضرورة التحالف، مع الأخذ بالإعتبار طبيعة القانون الإنتخابي الذي يضع في المرتبة الأولى مصلحة الفرقاء الذاتية على التحالفات الإنتخابية، لذلك، تم التركيز على المصلحة المشتركة التي تجمعهما في بعض الدوائر. وفي هذا المجال، قدّمت "القوات" رؤيتها، وتم عرضها وتفصيلها وبلورتها، وبموجبها سيتوجّه وزير الثقافة ​غطاس خوري​ إلى معراب خلال ساعات ولقاء رئيس حزب القوات سمير جعجع بحضور الوزير ​ملحم رياشي​، وذلك من أجل وضع رئيس "القوات" في صورة التوجّه النهائي لتيار "المستقبل" الإنتخابي.

وأضافت المصادر نفسها، أنه على أساس هذا التوجّه، سيضع جعجع ملاحظاته تمهيداً للوصول إلى ضيغة تحظى بموافقة الفريقين. وكشفت أنه يمكن الإعتبار أن التحالف بين "المستقبل" و"القوات" في الدوائر التي تم التوافق عليها بينهما، أي في الدوائر التي يظهر فيها مصلحة مشتركة للفريقين، وبالتالي، يكون هذا الأمر قد أسّس لتحالف إنتخابي مشترك يرتكز على تحالف وطني استراتيجي سياسي.

وتوقّعت المصادر نفسها، أن تكون اللوحة قد ارتسمت في اتجاه التحالف، حيث تُفتح الطريق بين معراب وبيت الوسط باتجاه لقاء بين رئيس الحكومة والدكتور جعجع. وأكدت أن هذا اللقاء المنتظر، يأتي تتويجاً للتفاهم الإنتخابي بين الفريقين، لافتة إلى أن ​السعودية​ كانت حريصة على أفضل العلاقات بين "القوات" و"المستقبل"، ولكنها لم تتدخّل ولم تبذل أي مساعي في اتجاه التقريب بينهما، لأن الإتصالات بين الطرفين كانت قائمة أصلاً، ولذلك، فهي تركت لهما حرية التقدير في هذا السياق، مع العلم انها تتمنى أن تكون العلاقة تكاملية واستراتيجية، وأن يكون التواصل قائماً في كل وقت، انطلاقاً من قناعة المملكة الراسخة وحرصها على مشروع الدولة أولاً، وعلى الإستقرار ثانياً، وذلك انطلاقاً من إدراكها أن الطرفين الأساسيين اللذين بإمكانهما الدفاع عن مشروع الدولة والحفاظ عليها وتثبيت الإستقرار النهائي هما «المستقبل» و«القوات».