بعد أن كانت ​المحكمة العسكرية​ الدائمة، برئاسة العميد ​حسين عبدالله​، قد استجوبت الإرهابي المحكوم بالإعدام ​أحمد الأسير​ في ملف يتعلق بأحداث ​بحنين​، في 4 كانون الثاني 2018، استمعت اليوم إلى إفادة الموقوف في هذا الملف الشيخ ​خالد حبلص​، الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن كشف أن بعض السياسيين كانوا على علم بوجود الأسير في الشمال، لكنه رفض أن يسمي هؤلاء في الوقت الراهن، قائلاً: "سأقول من هم بحال اضطررت إلى ذلك".

في جلسة اليوم، كشف حبلص أن نقل الأسير من طرابلس إلى بحنين تم بناء على طلب "هيئة العلماء المسلمين"، بعد نحو اسبوعين على تفجير ​مسجدي السلام والتقوى​، موضحاً أن السبب كان وجود خطة أمنية في عاصمة الشمال لا تريد الهيئة إفشالها.

وأشار حبلص إلى أن مدة إقامة الأسير لديه كانت نحو سنة، حيث استلمه من الهيئة عند أطراف محلة التبانة في طرابلس، كاشفاً أنه كان يقيم في منزل على أساس تقطنه عائلة سورية لإبعاد الشبهات عن المكان، لافتاً إلى أن المدعو فادي عكوش هو الوحيد من "جماعته" الذي كان يعلم بوجود الأسير لديه.

ورداً على سؤال حول طلب الأسير منه تدبير أمر خروجه من لبنان، أوضح حبلص أنه أقنع الأسير بالبقاء تحت عنوان "الساحة تحتاج لك"، نظراً إلى أن "هيئة علماء المسلمين" كانت في البداية تعمل على صيغة لحل ملف أحداث عبرا، وبناء على ذلك قال له أن بعض السياسيين يقولون أن في هذا الملف فيه "مظلومية"، وبالتالي من المفترض أن يحصل ترتيب سياسي ما له، لا سيما أن الطريق إلى خارج لبنان قد تكون غير آمنة.

وكشف حبلص أنه في الأيام الأخيرة قطع الأمل من إمكانية تسوية ملف أحداث عبرا، وبدأ السعي لإخراج الأسير من لبنان، مشيراً إلى أنه تواصل مع بعض العاملين في مجال تزوير جوازات السفر لتسهيل هذه المهمة، وطلب مساعدة بعض السياسيين عبر تأمين الطريق، مؤكداً أن هؤلاء كانوا على علم بوجود الأسير في الشمال، لكنه تحفظ عن ذكر أسمائهم في الوقت الراهن.

ولدى سؤال العميد عبدالله حبلص عن ما ورد في إفادة الأسير الأولية، حول إتفاقهما على إنشاء مجموعة عسكرية في الشمال لم يوافق المشايخ عليه، تدخل الأسير مؤكداً أن هذا الكلام غير صحيح، وهو كان قد نفاه في جلسة إستجوابه السابقة، مشيراً إلى أنه دعم حالة حبلص لكن لم يسع إلى تجنيد أي شخص، في حين أشار حبلص إلى أن هناك الكثير من الكلام عن وجود مجموعات مسلحة تابعة له، داعياً إلى إحضار عناصرها إذا كانت موجودة، لافتاً إلى أنه كان لديه مجموعة من الشبان، البعض لديهم أسلحة فردية والبعض الآخر تلقى تدريبات على كيفية إستخدامها، لكنه أوضح أن الهدف كان حماية المسجد فقط.

وأكد حبلص أنه حصل على مبلغ مالي قيمته نحو 100 ألف دولار من الأسير، لكنه لفت إلى أن قسما منه استخدم لشراء أسلحة فردية، لكن القسم الأكبر صرف على تأمين المنزل وباقي حاجات الأسير، بالإضافة إلى شراء سيارة إسعاف تستخدم في عمليات دفن الموتى، كما صرفت بعض الأموال كمساعدات لعائلات سورية نازحة.

وأوضح حبلص أنه بعد وقوع أحداث بحنين طلب من فادي عكوش تأمين مغادرة الأسير ومن معه المنطقة، وهو لم ير عكوش بعد ذلك إلا في السجن ولم يلتق بأي شخص آخر، نافياً أن يكون على علم بتحضير متفجرات من أجل إستخدامها في أي عمل عسكري، قائلاً: "أنا لم أشاهد متفجرات وموقفي الشرعي من هذا الأمر معروف".

كما نفى حبلص أن يكون هناك أي دور تحريضي من قبل الأسير في أحداث بحنين أو منه هو شخصياً، مشيراً إلى أن الموضوع كان قطع طريق وحصل ما حصل، ليطلب بعد الإنتهاء من الإستماع إلى إفادته السلام على الأسير، الأمر الذي وافق عليه العميد عبدالله لكن بعد الإنتهاء من الجلسة.

قبل ختام الجلسة التي تم تأجيلها إلى 15 أيار 2018، جدد الأسير التأكيد على أنه بعد وصوله إلى طرابلس لم يكن يريد إلا مغادرة البلاد، وبالتالي لم يكن يسعى إلى إستنهاض الحالة التي كان يشكلها.