شهد ​قصر بعبدا​ بعد ظهر اليوم، وللمرة الاولى منذ اعلان "عيد بشارة ​السيدة العذراء​ مريم" عيداً وطنياً جامعاً ل​لبنان​يين في 18 شباط 2010، لقاء رأسه رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في حضور اللبنانية الاولى السيدة ​ناديا الشامي عون​. وهذا اللقاء الذي كان يعقد دورياً في ​مدرسة سيدة الجمهور​، اتخذ هذه السنة طابعاً اكثر شمولية، واتى بمثابة تكريم لبناني من جميع الطوائف للعذراء مريم، وللمكانة المرموقة التي تحتلها في قلوب الجميع مسلمين ومسيحيين، وكتعبير صادق عن التلاقي بينهم حول تكريم السيدة العذراء.

وكان الحضور قد بدأوا بالتوافد الى قصر بعبدا عند الرابعة والنصف عصرًا، تقدمهم ممثلو المقامات الروحية العليا، واعضاء "​اللقاء الاسلامي​ المسيحي حول سيدتنا مريم"، وعدد من الجمعيات و​المؤسسات الدينية​ من مختلف الطوائف، وعدد من المطارنة والاساقفة والمشايخ ورجال الدين.

ثم كانت فقرة نغمية لتخت ​الجامعة الانطونية​ للموسيقى الفصحى العربية بقيادة الدكتور نداء ابو مراد، تلاها عرض للاب كريستيان راي لتجربته الوافرة التي خاضها على مدى 48 عاماً مع الجزائريين من ​الدين الاسلامي​، وهو المسيحي الوحيد بينهم.

وبعد وقفة موسيقية لكورال ​جمعية المبرات​ فرقة مبرة السيدة مريم (ع)-جويا بقيادة الاستاذ محمد مسلماني ثم ادت كورين متني وتيدي نصر وقفة غنائية اوبرالية بينما تولى محمد الشيخ اداء انشودة للسيدة مريم، قبل ان يصعد ممثلو المقامات الروحية العليا الى المنصة ويتلوا جميعاً دعاء مشتركاً في ما يلي نصه:

"اللهم ربنا، ورب كل شيء، ايها الإله العظيم المنّان، مرسل جبريل بالبشارة، إلى سيدة نساء الجنّة والأكوان،

مريم البتول، أمتك، المتواضعة على مرّ الدهور والأزمان، أنت الإله السميع، المجيب، الهادي، الرحيم، والرحمان... إلهنا، نسألك أن تحبّبنا إليك، وأن تحببنا إلى ملائكتك، وإلى جميع أنبيائك ورسلك... اللهم، حبّبنا بسيدتنا مريم البتول الطاهرة، واجعلها قدوة لنا في حياتنا ومعاشنا... أللهم، اجعل حبّك أحب الأشياء

إلينا، واجعل خشيتك أعظم الاشياء لدينا.... أللهم، إننا برحمتك نستغيث، فأغثنا وأصلح لنا شأننا كلّه، وشأن حكّامنا والقائمين على أمورنا، وشأن وطننا، وكل من سكن أرضه، من مسلمين ومسيحيين....اللهم، رب السموات السبع ورب العرش العظيم، نسألك، كما اصطفيت العذراء مريم، وفضّلتها على نساء العالمين، أن تصطفي لبنان، بمسيحييه ومسلميه، وتجعله رسالة إلى كل بلاد العالم، وأن تطهر قلوب اللبنانيين من الاحقاد، وتنصرهم على أنفسهم وعلى مصالحهم الشخصية، حتى لا يروا، بعد ذلك، إلا مصلحة بلدهم الواحد بجميع أبنائه ومواطنيه... أللهم، إننا نسألك أن تعيد ايام هذا العيد المبارك على المسيحيين والمسلمين في لبنان وجميع أنحاء العالم، إنك، يا إلهنا، سميع مجيب. أللهم آمين."

وقبيل انتهاء الاحتفال قدم امينا عام "اللقاء المسيحي-الاسلامي حول سيدتنا مريم" ناجي الخوري والشيخ محمد النقري، ايقونة البشارة الى الرئيس عون، وهي تمثل الملاك جبرائيل يبشّر مريم العذراء بالحمل الالهي، وعلى جانبي الايقونة مقطع من انجيل يوحنا وآخر من سورة آل عمران.

وثم صافح الرئيس عون واللبنانية الاولى الحضور، واقيم حفل كوكتيل للمناسبة.