لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​أنور الخليل​ في كلمة له خلال احتفال شعبي في دار ​حاصبيا​، بدعوة من وكالة داخلية ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ في ​مرجعيون​ حاصبيا، وبمناسبة الذكرى ال41 لاغتيال ​كمال جنبلاط​، إلى أنه "أن تقف متكلما عن كمال جنبلاط، وفي ذكرى استشهاده الأربعين لشرف كبير، لما له من معان تحرك أخص خصوصيات مشاعري وعواطفي الذاتية لذكريات عشتها، مع هذه الهامة الكبيرة، ولما كان له من مكانة في قلبي وعقلي ووجداني، فتتنافس الأفكار وتزدحم المعاني حتى تحار من أين تبدأ ؟ وعن اي كمال تتكلم ؟؟ أتتكلم عن كمال جنبلاط المفكر والفيلسوف ؟ أم عن كمال جنبلاط المناضل السياسي على صعيد وطني وإقليمي؟ أم عن كمال جنبلاط الأممي؟ أتتكلم عن كمال جنبلاط الشاعر أم عن كمال جنبلاط الطبيب؟ أم ترتسم أمامك صورة المتقشف الروحاني الغاندي النزعة والتصرف؟ أم تتكلم عن الثائر على الإقطاع والحامل المحارب للفساد وطغيان المادة، وصاحب مشروع من أين لك هذا؟ أم تتكلم عن كمال جنبلاط الزاهد.. أم عن كمال جنبلاط الإنسان".

اضاف: "في كلامك عن هذا الكبير، تجد نفسك دوما تتعدى الحرف والجمل والكلمات، ولذلك إخترت أن اتكلم عن كمال جنبلاط المناضل السياسي على صعيد وطني وإقليمي، وثم أنتقل لأتكلم عن كمال جنبلاط الإنسان. من تاريخ بدءه بالعمل النيابي بقي حريصا أن يكون متقدما على الطبقة السياسية في زمانه، وتجلى ذلك في حرصه في محاضرته الأولى في الندوة اللبنانية (ميشال اسمر) وكانت بعنوان "رسالتي كنائب" تجلت فيها ثقافته الواسعة واطلاعه على التجارب الأساسية في العالم المعاصر. كما تجلى تقدمه على الطبقة السياسية في زمانه في ممارسته المغايرة التي ركز فيها على تطبيق القانون والحرص على النزاهة وعلى ضمانة حقوق المواطنين ولاسيما الفقراء وذوي الدخل المحدود منهم. كذلك، لا يسعني الا ان أنوه بأنه سارع مبكرا الى التخلي عن جانب تقليدي في تراثه بأن أسس مع كبار المثقفين والمصلحين في عام 1949 أمثال فؤاد رزق وعبدالله العلايلي وادمون نعيم وكامل العبدالله، الحزب التقدمي الإشتراكي بشعاره اللافت: "مواطن حر وشعب سعيد". ولئن اشترك في الحكم مبكرا" أيضا مع رجالات الاستقلال، الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح وعبد الحميد كرامي وعادل عسيران، إلا انه تخلى عن الحكم مبكرا ايضا، وذلك احتجاجا على استشراء الفساد في دوائر الدولة. ويمكن القول انه من مطالع خمسينيات القرن الماضي حرص القائد الوطني على التزام المعارضة نهجا وعملا من الطبقة السياسية السائدة التي إتسمت بتغاضيها على الفساد وجنوحها الى تأييد حلف بغداد الإستعماري ومحاربتها لجمال عبد الناصر وسياسته التحررية، الأمر الذي أدى آنذاك الى اندلاع انتفاضة شعبية والتي ادت الى الانزال العسكري الأميركي على شواطىء خلدة، الى مجيء عهد جديد بقيادة الرئيس اللواء فؤاد شهاب. ولا ابالغ اذا قلت ان الإصلاحات الجوهرية والمؤسسات التي أرساها فؤاد شهاب في عهده هي بأكثرها من وحي افكار ومطالب كمال جنبلاط والقوى الوطنية الحية التي كان يقودها آنذاك. وفي عهد شهاب شارك كمال جنبلاط بالحكم من خلال الوزارة التي كان يترأسها المغفور له رشيد كرامي".

وتابع: "كان كمال جنبلاط، صاحب رؤية، مثقفا، يحاكي الفلاسفة الكبار واسئلتهم الوجودية، بنفس الاهتمام الذي حاكى فيه قضايا الناس. والأهم انه كان يعتبر أن الانسان في حريته وكرامته هو القيمة الأساسية، وهو العنصر الرئيسي لحركة المجتمع بإتجاه مستقبل أفضل. ما من مفكر سياسي، لبناني أو عربي، قاوم الظلم في حياته مثل كمال جنبلاط. قاوم الظلم الاجتماعي، فأسس حزبه ليرفع من كرامة الانسان وتحرره وتقدمه. وقاوم الإضطهاد السياسي إذ أصاب خصومه قبل مناصريه وحلفائه. قاوم الاستعمار والاحتلال فكانت فلسطين وجهته الأنصع وقبلته باعتبارها قضية العرب أجمع، وفي كل ذلك ما حاد عن مبادئه أبدا رغم التحديات والتهديدات والمخاطر. وكان ينظر إلى هذا الشرق كما وصفه مرة "بهذا الشرق القابع في ظلام الجهل والفقر والعبودية".

وختم الخليل: "هلموا بنا جميعا، نحمي تراث هذا القائد الكبير من خلال إظهار قوتنا وإتحادنا وإيماننا بالنهج التغييري للحزب التقدمي الإشتراكي، فنشبك الأيادي مع قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي لنعيد المسار الوطني الى مساره الصحيح بقيادة شابة، قيادة تيمور جنبلاط، وبرعاية أصيلة، رعاية وليد جنبلاط، وبإحتضان جماهيري واسع من بيروت عاصمة كمال جنبلاط ومنارته، الى الجبل الأشم والبقاع الأبي والشمال البهي، والجنوب الذي زرع فيه كمال جنبلاط وحزبه مئات الشهداء ليشكلوا بداية مسار التحرر والتحرير الذي تحول الى نموذج فذ من حركات التحرر الوطني العربي. جنوب الشموخ والآباء والتحدي. هلموا بنا نناضل في سبيل حماية مبدأ ديموقراطية التعليم، وحماية الجامعة اللبنانية وتطويرها لأنها جامعة الفقراء من كل الأطياف".