أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أن المستهدَف اليوم هو دور وموقع سوريا، معرباً عن اعتقاده بأنّ ما يحصل اليوم ليس أكثر من فورة، مشيراً إلى أنّ البعض أراد أن تطيح هذه الفورة بالدولة، ومن حق الدولة أن تدافع عن أراضيها وعن نفسها وعن شعبها.

وفي حديث إلى تلفزيون "LBCI" ضمن برنامج "نهاركم سعيد" جمعه ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور، وأداره الإعلامي بسام أبو زيد، وصف أبو فاضل الاتهامات الموجهة للنظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي بالمسرحيات، مذكّراً باعتراف رئيس الحكومة القطري السابق بوجود مؤامرة على سوريا.

ورأى أبو فاضل أنّ الإدارة الأميركية تسعى إلى تقسيم سوريا خدمة لإسرائيل، مشيراً إلى أنّ التحريض المالي والطائفي والمذهبي والإعلامي وإرسال السلاح كلّها عوامل غذت الأزمة السورية، متحدّثاً عن مناطق استبيحت بالكامل، مذكّراً بما حصل في بلدة معلولا السورية من قتل وذبح وخطف للمسيحيين، متسائلاً لماذا لم يستنكر بعض مسيحيي لبنان ذلك.

استهداف لإيران

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك استهدافاً اليوم لإيران، مشيراً إلى أنّ هناك مسعى جدياً لإخراج إيران من سوريا، لافتاً إلى ما يقوله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وغيره لجهة أنهم لا يريدون قواعد إيرانية في سوريا، ورأى أنّ هذا الأمر نتيجة زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وأسف أبو فاضل لتغييب الدور العربي وسط كل هذه المعمعة، مشدّداً على أنّ ضرب الجيوش هو الأمر الأساسي بالنسبة لإسرائيل، من الجيش المصري إلى الجيش العراقي والجيش السوري، وهي الجيوش التي كانت تقاتل إسرائيل، لافتاً إلى أنّ المخطط بدأ يحقق أهدافه، مع إلهاء هذه الجيوش بالمشاكل الداخلية.

الأسد ليس صناعة أميركية

ودعا أبو فاضل لعدم الاستخفاف بالموضوع عن طريق الحديث عن كيماوي وغيره، مشدّداً على أن لا أحد حريص على شعبه أكثر من رئيسه، لافتاً إلى أنّ النظام ليس بحاجة للكيماوي أصلاً، راسماً علامات استفهام حول توقيت إثارة هذه المسألة.

وشدّد أبو فاضل على أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لم يسقط لأنّه ليس صنيعة أميركا، لافتاً إلى أنّ الرؤساء الذين سقطوا كلّهم نصّبتهم أميركا، من الرئيس المصري السابق حسني مبارك، إلى الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، أو الهاربين بن علي على حدّ قوله، لافتاً إلى أنّ الأسد انتخبه شعبه، وهناك نظام ودولة في سوريا.

عفرين مقابل الغوطة

وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ الجامعة العربية لا تقدّم ولا تؤخّر، ودعا رداً على سؤال عن الضربة العسكرية المرتقبة لسوريا إلى ترقب المفاوضات الروسية الأميركية وما يمكن أن ينتج عنها، مشيراً إلى أنّ روسيا دولة عظمى، وهي لم تأت إلى سوريا كرمى لعيون الرئيس الأسد أو غيره، ولكن لأنّ لديها مصالح في سوريا.

وتحدّث أبو فاضل عن معادلة واضحة في الميدان اليوم تقوم على أساس عفرين مقابل الغوطة، مشيراً إلى أنّ لقاء القمة الذي عقد بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان هو الذي أدّى إلى الاستنفار الغربي الذي نشهده اليوم، لأنّهم لا يريدون أن تخرج هذه المنطقة عن القرار الأميركي.

الأنظمة العربية مرتهنة

ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّه إذا كان هناك من تمدد إيراني على حساب الدول العربية، فهذا نتيجة ارتهان وارتباط الأنظمة العربية بأميركا وإسرائيل، مشيراً إلى أنّ أميركا تتمدّد لأنّ هناك ضعفاً في المقابل، لافتاً إلى أنّ المملكة العربية السعودية تواجه إيران في اليمن، ولكنها لا تواجهها مباشرة على حدودها.

واستغرب أبو فاضل إصرار البعض في لبنان على إسقاط الرئيس الأسد، واتهامه بالتدخل في لبنان من دون أن يكون لديه أيّ دليل على ذلك، لافتاً إلى أنّ هناك فريقاً كبيراً في لبنان اسمه حزب الله يرتبط عضوياً بإيران كما يرتبط فريق الرئيس سعد الحريري عضوياً بالمملكة العربية السعودية، وشدّد على أنّ المسيحيين وإن لم يكونوا مرتبطين عضوياً بأحد لا يمكنهم البقاء متفرّجين على ما يحصل في سوريا من ضرب داعش والنصرة وباقي الفصائل للمسيحيين.

الهجوم على الرئيس غير مبرر

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس العماد ميشال عون هو الوحيد في لبنان الذي قاتل السوريين عند دخولهم إلى لبنان، وأكد من جهة ثانية أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لم يكن ليرشح عون إلى رئاسة الجمهورية، لو لم يرشح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للرئاسة.

واعتبر أبو فاضل أنّ الهجوم على رئيس الجمهورية ومشاريعه ليس هجوماً مبرّراً، منتقداً كذلك الهجوم الدائم على الوزير جبران باسيل، وقال إنه لو لم يكن الأخير موجوداً في الحياة السياسية لكانت القوات اللبنانية والكتائب وغيرهما من القوى السياسية وجدت مشكلة في خطابها السياسي.

دفاع مستميت عن الطائف

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس عون يفعل ما يستطيع لتحقيق مشروع التغيير، ونفى أن يكون انعزالياً، ولكنّه تساءل بأي حق تتنازل القوات اللبنانية عن صلاحيات رئاسة الجمهورية، وتساءل أين صوت القوات في موضوع التوظيف بالدولة، في ظل التقسيم الحاصل بين سبعين بالمئة من الوظائف لمسلمين وثلاثين بالمئة لمسيحيين.

واستهجن أبو فاضل هجوم القوات اللبنانية على رئاسة الجمهورية، لافتاً إلى أنّ اختلاف رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي مثلاً مع رئيس الحكومة سعد الحريري لا يجعله يهاجم موقع رئاسة الحكومة كما يفعل القواتيون، متسائلاً عن جدوى التنازل عن صلاحيات رئاسة الجمهورية، والدفاع المستميت عن اتفاق الطائف، مذكّراً كذلك بقانون اللقاء الأرثوذكسي وانقلاب القوات عليه.

حقيقة ساطعة مثل الشمس

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ رئيس الجمهورية لا يستطيع اليوم أن ينفذ خطة لاستعادة الصلاحيات، لافتاً إلى أنّ الأفرقاء المسلمين يرفضون ذلك، وهم جميعاً يعتبرون اتفاق الطائف إنجازاً لهم ولا يريدون التفريط به، مشدّداً على أنّ شارعهم لا يقبل، لافتاً إلى أنّ الواقع الطائفي الذي خلقوه يجعل المسّ بصلاحيات أيّ فريق في الوقت الحال يمكن أن يؤديإلى فوضى في البلد.

وفيما أكد أبو فاضل أنّ الرئيس عون يسعى لإعادة التوازن إلى وظائف الدولة، تحدّث عن حقيقة ساطعة مثل الشمس لا يمكن لأحد نكرانها، تتمثل بما أقدمت عليه القوات اللبنانية والبطريرك الماروني السابق نصر الله صفير لجهة التنازل عن الصلاحيات، مشيراً إلى أنّ المعالجة يمكن أن تكون من خلال ذهاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى رئيس الجمهورية ليقول له أنه بتصرفه، وينسّق معه، وكذلك حزب الكتائب.

لا حاصل قواتياً في المتن وكسروان

من جهة ثانية، لفت أبو فاضل إلى أنه لم يسمع كلمة من القوات اللبنانية في موضوع النازحين السوريين، واستبعد رداً على سؤال إمكانية أن تحصل القوات على كتلة نيابية من 15 نائباً في الانتخابات النيابية المقبلة، وأشار إلى أنّها لا تملك حاصلاً انتخابياً في المتن ولا في كسروان.

وجدّد أبو فاضل انتقاده القانون الانتخابيّ، مشيراً إلى أنّ العملية باتت كلّها مرتبطة بإنفاق الأموال والخدمات، ولفت إلى أنّ التيار الوطني الحر مرتاح على حواصله في كلّ الدوائر، بخلاف القوات والكتائب، مع اعتقاده بأنّ القوات أقوى من الكتائب بشكل عام، ولكن ليس في المتن، وأعرب عن اعتقاده بأنّ القوات والكتائب سيأخذان الأصوات من طريق بعضهما البعض.

لا تطويق للقوات

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ تحالف التيار الوطني الحر هو مع حزب الله ومع تيار المستقبل، لافتاً إلى أنّ باقي التحالفات الانتخابية هي تحالفات ظرفية موقتة، فرضها قانون الانتخاب، مقللاً من شأن ما يحكى عن التحالف بين التيار والجماعة الإسلامية في دائرة صيدا جزين مثلاً، ولاحظ أنّ هناك اتفاقاً بين المستقبل والوطني الحر في المناطق المسيحية، ولكن ليس في المناطق السنية، حيث لا يتحالف المستقبل مع الوطني الحر، سواء في صيدا أو بيروت أو طرابلس أو غيرها.

وأشار إلى أنّ أحداً لا يسعى لتطويق القوات، لافتاً إلى أن القوات ليست متروكة، فالرئيس نبيه بري يعطيها الغطاء وهو الذي رفض إقصاءها من الحكومة، وهناك تحالف بين القوات وتيار المستقبل في بعض الدوائر وبين القوات والنائب وليد جنبلاط، مقللاً من شأن ما يردّده البعض عن عزل أو إقصاء للقوات، مشيراً إلى أنّ التطويق هو للتيار الوطني الحر وليس للقوات كما هو واضح، وتحدّث عن ضغوطات من الخارج لكي لا يكون التيار على بعض اللوائح.

الانتخابات امتحان للجميع

واعتبر أبو فاضل أنّ الانتخابات النيابية تشكّل امتحاناً للجميع، مستبعداً حدوث أزمة بعد الانتخابات، مشيراً إلى توافق على إبقاء الأمور كما هو، لافتاً إلى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري سيسمى من جديد لتشكيل الحكومة، وكذلك رئيس المجلس النيابينبيه بري سيبقى في موقعه.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ انتخابات رئاسة المجلس قد تشهد أخذاً ورداً ولكن بري باقٍ في موقعه، لافتاً إلى أنّ التيار الوطني الحر يقول إنّه قد لا يسمّي بري رداً على عدم انتخاب الأخير للعماد ميشال عون في الانتخابات الرئاسية، مشدّداً على أنّه شخصياً مع عودة بري، لأنه يشكّل ضمانة للبلد.