إن ما يحصل في إنتخابات 2018 في معظم الدوائر الإنتخابية، يعود بنا إلى فترة الإحتلال السوري، حيث بتنا "نترحم" على زمن الوصاية، خصوصاً في دائرة عكار حيث يختلط الأمن بالسياسة بشكل وثيق وجامح.

تهديد المواطنين بالمناقلات الإدارية، وترهيبهم إن لم يقترعوا للوائح السلطة، ترغيبهم بالمناصب والوظائف والمال، وبشكل علني دون حياء أو خجل أو حتى دون حساب للرقابة القضائية او ما يسمى باللجنة العليا للإشراف على ​الإنتخابات النيابية​ التي لا يعرف معظم المرشحين والمواطنين بوجودها.

مواطن معارض للسلطة ينقل إبنه من جهاز أمني بعيداً عن مكان سكنه، ثم يأتي إليه أحد "المسؤولين" ويسر له "اذا بدك ابنك يرحع ل مطرحو أحكي مع المرشح الفلاني" وخلال ايام يعاد نقل الإبن إلى مكانه القديم.

مواطن آخر معروف بإنتمائه السياسي يوزع رخص حمل السلاح والزجاج الداكن ويهدد بالويل والثبور من لا يقترع لمرشحه في إحدى لوائح السلطة.

ضابط في جهاز أمني يروج علناً لمرشح من إحدى لوائح السلطة في حين أن ضابط آخر من جهار آخر يحشد لمرشح من لائحة أخرى...، مواطن "ناطق رسمي" بإسم جهاز أمني يتجول بالسلاح الظاهر ويروج لمرشح الجهاز مهدداً متوعداً.. وقوى الأمن ترى وتراقب دون اي فعل او ردة فعل.

مسؤول سياسي يزور منطقة في عكار، يعمد مناصروه برعاية جهاز أمني إلى إزالة صور المرشحين على طريقه، غير المنتمين لفريقه السياسي لعدم " إزعاج" الضيف الكريم.

الرشاوى العلنية، تزفيت الطرقات الخاصة، شراء الأصوات، دفع الأفساط المدرسية وفواتير المستشفيات يجري بشكل علني دون حسيب أو رقيب.

حجز لوحات الإعلانات المكلفة، الإعلانات والصور الضخمة الباهظة الثمن، مواكب السيارات، اطلاق النار من المواكب الإنتخابية علانية وجهاراً ودون سبب وعلى مرأى ومسمع من ​القوى الأمنية​. تخطي كل السقوف المسموحة للأنفاق الإنتخابي، يتم تحت نظر المسؤولين السياسيين..

أحد الرفاق القدامى وهو مناضل سياسي عريق قال في مجلس عام رداً على سؤال" اين السلطة، اين ​وزارة الداخلية​ ، اين رئيس الجمهورية أين.. وأين..، شوفوا يا شباب ما بتنفع الشكاوى ، ولمين بدك تشتكي؟ فيك الخصام، وأنت الخصم والحكم".

إنها إنتخابات 2018،التي لم يشهد ​لبنان​ مثيلاً لها حتى في زمن الإحتلال، لقد قال أحد "العتاق" في قرية عكارية:

شوف يا أبني، كان عنا شوية أخلاق وضوابط، واليوم صرنا ع المكشوف، أوف الله يرحمك يا غازي كنعان".