على الرغم من القناعة، التي لدى كل من "​حزب الله​" و"​حركة أمل​"، بأن المعركة في دائرة ​الجنوب​ الثالثة لن تكون بالصعوبة التي يُحكى عنها، نظراً إلى قدرتهما على رفع نسبة الإقتراع، بشكل يمنع أي لائحة منافسة من تأمين الحاصل الإنتخابي، لم تُسلم لائحة "الجنوب يستحق"، المدعومة من تيار "المستقبل" و"​التيار الوطني الحر​" و"الحزب الديمقراطي"، بهذا الواقع، بل على العكس، تعمل وكأن الخرق بات أمراً محسوماً.

في هذا الدائرة التي تضم 11 مقعداً: 3 شيعة في ​النبطية​، 3 شيعة في ​بنت جبيل​، 2 شيعة و1 درزي و1 سني و1 روم أرثوذكس في ​مرجعيون​ ​حاصبيا​، يبلغ عدد الناخبين 460565، في حين يتنافس 6 لوائح هي: "الأمل والوفاء"، "الجنوب يستحق"، "صوت واحد للتغيير"، "شبعنا حكي"، "فينا نغير"، "كلنا وطني".

من وجهة نظر مصادر مطلعة على الواقع الإنتخابي في هذه الدائرة، كان من المفترض أن تضمن القوى المعارضة للثنائي الشيعي الخرق، بمقعد نيابي أو 2، فيما لو شكلت لائحة واحدة بوجه "الأمل و"الوفاء"، إلا أن توزعها على أكثر من لائحة أضعف فرص فوزها، لكنها تشير إلى أن "الجنوب يستحق" لا تزال تملك الأمل، نتيجة الجهود التي تبذلها، لا سيما داخل الشارعين السني والدرزي، والأمر نفسه ينطبق على لائحة "صوت واحد للتغيير" المدعومة من الحزب "الشيوعي".

إنطلاقاً من هذا الواقع، تقرأ المصادر نفسها، عبر "النشرة"، زيارة كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى المنطقة، حيث ترى أن الأولى نجحت في تحقيق الهدف المطلوب منها، على صعيد شدّ العصب السني لصالح المرشح المدعوم من تيار "المستقبل" عماد الخطيب، لا سيما أن الإعلان عن دعم مرشح من "بيت الوسط" يختلف عن النزول معه إلى أرض المعركة، في حين أن الثانية قد يكون لها تداعيات سلبية على واقع اللائحة، خصوصاً بعد "إستفزاز" الشارع الشيعي.

وتوضح هذه المصادر أن خطاب الحريري كان مدروساً بشكل جيد، بينما خطاب باسيل، الذي يدعم المرشح عن المقعد الأرثوذكسي شادي مسعد بوجه رئيس المجلس الأعلى في "الحزب السوري القومي الإجتماعي" النائب أسعد حردان، استدعى العديد من الردود من أكثر من جهة، بينما كان المطلوب الإبتعاد عن أي تصعيد يساعد الثنائي على شد عصب جمهوره، خصوصاً أن "الجنوب يستحق" تراهن للحصول على ما يزيد عن 5000 صوت من هذا الشارع لتأمين الحاصل.

وتكشف المصادر نفسها أن نتائج زيارة باسيل أثارت إمتعاض بعض المرشحين ضمن لائحة "الجنوب يستحق"، نظراً إلى أن الإتفاق كان على إعتماد خطاب إنمائي يبتعد عن "الإستفزازات" السياسية، وتضيف: "الجميع يدرك أن الخرق قد يكون في واحد من 3 مقاعد، هي السني أو الدرزي أو الأرثوذكسي، وبالتالي من المفترض العمل بهدوء على هذا الأمر".

بالنسبة إلى هذه المصادر المطلعة، الحديث عن خرق في أكثر من مقعد بعيد عن الواقع، خصوصاً أن الوضع اليوم أصعب من السابق، رغم نجاح الإتصالات مع مرشحين، ضمن لوائح أخرى، لدفعهم إلى الإنسحاب من المعركة، كما حصل مع المرشح، ضمن لائحة "فينا نغير"، عن المقعد السني عدنان الخطيب، الذي أعلن، أول من أمس، عزوفه عن الترشح، مع العلم أن تراجعه اليوم لا يعتد به في ما يتعلق بالعملية الإنتخابية، بحسب ما تنص المادة 50 من قانون الإنتخاب.

على صعيد متصل، تكشف المصادر نفسها عن نجاح رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" وزير الدولة لشؤون المهجّرين طلال أرسلان، الذي يرشح وسام شروف عن المقعد الدرزي، في كسب المزيد من الأصوات داخل الشارع الدرزي، حيث بات الحديث اليوم عن إحتمال نيل اللائحة أكثر من 2500 صوت من هذا الشارع، الأمر الذي أثار إمتعاض رئيس "​اللقاء الديمقراطي​" النائب وليد جنبلاط والنائب عن هذا المقعد أنور الخليل.

في المحصلة، تواجه هذه اللائحة تحدياً كبيراً، على مستوى رفع نسبة الأصوات التي ستنالها من الناخبين الشيعة، نظراً إلى أن الحاصل المتوقع يقارب 21500 صوت، إلا أن هذا الأمر يتطلب منها العمل بشكل أفضل، خصوصاً أن "حزب الله" و"حركة أمل" يضعان ثقلهما في هذه الدائرة، نظراً لما تشكله من رمزية خاصة على مستوى خيار المقاومة في وجه إسرائيل.