تعدّ زيارة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ التي قام بها الى اقليم الخروب وما حملتها من رسائل خاصةً، أمرا استثنائيا، خصوصا وانها لم تأت عبر البوابة "الجنبلاطية"، الأمر الذي زاد الشرخ بين الحريري ورئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب ​وليد جنبلاط​ وثبّت التوتر القائم بينهما، فما قام به الحريري وإن كان عادياً في الشكل إلا أنه غير مقبول بالنسبة الى جنبلاط لا سيّما وأن الأخير يعتبر الجبل "عرينه" ومن يريد دخوله يجب طبعاً أن يدق بابه أولا.

"الواضح أنه منذ تسمية جنبلاط لمرشح اشتراكي ب​إقليم الخروب​ من شحيم إضافة الى ما حصل مع المرشح أنطوان سعد في ​البقاع الغربي​ وقلقه من تعرض الوزير السابق وائل أبو فاعور الى مكيدة بظل تحالف رئيس ​التيار الوطني الحر​ جبران باسيل والحريري، أصبح تحالف الحريري-جنبلاط في ​الشوف​-عاليه خاضعا للإمتحان". هذا ما يراه الكاتب والمحلل السياسي ​وسيم بزي​، لافتاً عبر "النشرة" الى أن "زيارة الحريري الى الاقليم أتت رغم الحُرم الجنبلاطي بدخول الشوف من خارج بوابته"، مشيرا في نفس الوقت الى أن "الحريري قام بسلسلة هجمات اعلامية وشخصية ضمن سياسة مدروسة تعتمد منطق "الصدمة" والخطاب المباشر للناس وتجاوز التوازنات مع القوى السياسية التقليدية".

بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي ​خليل فليحان​ عبر "النشرة" أن "لكل زعيم الحق أن يزور المنطقة التي يريد خصوصاً إذا كان لديه شعبية معينة، والدليل الحشد الكثيف الذي كان في استقبال الحريري في اقليم الخروب"، متسائلا في نفس الوقت عن "سبب الإنزعاج الجنبلاطي من الموضوع؟!، وهل في حال اراد جنبلاط زيارة بيروت الأولى أو الثانية، على ذلك أن يتم من البوابة الحريرية وإلا ينزعج الحريري"؟!.

"التململ الجنبلاطي من الحريري متراكم وعزز اللاثقة بين الاثنين وهذا الامر يدفع جنبلاط للذهاب أكثر فأكثر باتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري و"​حزب الله​" تحديداً، وهنا الرسائل للحريري، بحسب ما يؤكد بزي، لافتا الى أن "علاقة الحريري وجنبلاط ستنعكس على لعبة الاحجام بين الاثنين خصوصاً وأن أوساط الرئاسة الأولى تقول ان التيار الوطني الحر" يطمح لأن يصل الى كتلة وازنة تلعب الدور الموازي الذي كان لكتلة الاشتراكي على مدى عقدين من الزمن". أما فليحان فيعتبر أن "لا تقارب بين "حزب الله" والاشتراكي أو حتى تحالف"، لافتا الى أن "جنبلاط يتجنّب حتى اتخاذ موقف مؤيد لـ"حزب الله"، مشدداً على أن "الإختلاف مع سعد الحريري لا يؤدي الى فتح خطوط مع "حزب الله". بدوره بزي يلفت الى أن "جنبلاط ينظر بريبة الى الحريريّة السياسيّة والنهج القائم والعلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري بعد التسوية الرئاسية"، مؤكدا أن "هذه العلاقة هي مصدر القلق الرئيسي"، متوقعا أن "يكون ردّ جنبلاط بالتقرّب من الثنائية الشيعية".

في المحصلة، يبدو من الواضح أن العلاقة بين الحريري وجنبلاط متوترة ولن تتحسّن، في الايام القليلة المقبلة فهل يدفع هذا الامر بجنبلاط الى حضن "حزب الله"؟!.