بعد تشكيل اللوائح والدخول في شهر نيسان الحالي "اشتعلت" المنافسة الانتخابية في كل المناطق، وبدأ "عصر" تراشق الكلام بين المرشحين المتنافسين ليطال في أحيان كثيرة مواضيع خلافية قد يكون المس بها في الايام العادية من المحرّمات، ولكن "الهجوم الخطابي" تطور في مناطق مختلفة من ​لبنان​ الى "اعتداءات" و"إشكالات مسلحة" يُتوقع أن تزداد وتيرتها من اقتراب موعد الاستحقاق في 6 أيار.

في 2 نيسان حصل ثلاثة اشكالات في طرابلس، احدها أثناء توجه مواكب مناصري لائحة الوزير السابق اشرف ريفي لحضور اعلان لائحته، كذلك وقع اشكال في منطقة جبل البداوي داخل موكب انتخابي شعبي تطور الى تضارب ونتج عنه جريحين، وعلى طريق عام الضنية-طرابلس، وقع اشكال بين آل عمر وآل سيف تطور الى تضارب أدى لسقوط جريح، وفي منطقة القبّة أيضا حصل اشكال على خلفية مرور بين سيارات متوجهة لاعلان لائحة ريفي وعدد من المواطنين من دون سقوط اصابات.

في 5 نيسان حصل إشكال في ​بوداي​ البقاعية بين أنصار المرشح ​يحيى شمص​، وأنصار لائحة "الأمل والوفاء" تطور إلى تبادل رشقات من أسلحة رشاشة، وإطلاق بعض القذائف، من دون وقوع إصابات. وفي 13 نيسان تم الاعتداء على المرشح الدرزي في بيروت الثانية ​رجا الزهيري​ بعد محاصرته في احد المنازل من قبل مناصري ​تيار المستقبل​، كذلك في 16 نيسان تم الاعتداء على مكتب المرشح في بيروت الثانية ​نبيل بدر​ بعد إقدام عشرات المناصرين للمستقبل على اقتحام مكتب حملته في منطقة كراكاس الحمرا.

في 17 نيسان حصل اشكال مسلح في الضنيّة على خلفية تعليق صور للمرشحين بين مناصري احمد فتفت ومناصري جهاد الصمد، وفي 21 نيسان انتقلت الاشكالات الى الجبل، بداية بين مناصري رئيس حزب التوحيد وئام وهاب ومناصري رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومن ثم في ​الشويفات​ بين مناصري رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان ومناصري جنبلاط. وفي 22 نيسان تم الاعتداء على المرشح ​علي الأمين​ في بلدته شقرا من قبل عدد من الشبان، الأمر الذي اعتبره ​حزب الله​ عملا فرديا لا يتبناه إطلاقا.

نكاد اذا نشهد في كل يوم اشكال مسلح على خلفية الانتخابات، مع العلم ان اقتراب موعدها يعني ازدياد الضغط وبالتالي ازدياد احتمالات التصادم بين مناصري المرشحين، وفي هذا السياق تشدد مصادر امنيّة على اهمية التزام الجميع بقواعد اللعبة الانتخابية، مشيرة الى أن الانتخابات ليست سببا مناسبا لخسارة الارواح وبناء الأحقاد والكراهية. وتقول لـ"النشرة": "نحن نقوم بواجباتنا على أكمل وجه ونتدخل بشكل سريع لحل أي إشكال في أي منطقة لبنانية، وسنكون مع اقتراب موعد الانتخابات على جهوزية تامة واستنفار دائم لمواكبة أي حدث أمني"، لافتة النظر الى أن الأجهزة الأمنيّة ستضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه تعريض الأمن والاستقرار للخطر لأن واجباتها تقوم على إنجاح العملية الانتخابية وحماية حق كل لبناني بالاقتراع لمن يرغب من دون ضغوط وتخويف وتهويل.

يظن البعض أن الإشكالات التي تحصل في المناطق طبيعية مقارنة مع حماوة المشهد الانتخابي، ولكن مصادر في لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل مثلا تؤكد أن الوضع الأمني أهم من العملية الانتخابية كلها، لأن الاشكالات في تلك المنطقة تأخذ الطابع العشائري ولن يكون من السهل تجاوز تداعياتها إن تسببت بموت احد. وتقول: "نسعى بكل قوة لحشد الناخبين من جهة ولمنع التصادم مع المنافسين من جهة اخرى رغم كل الاستفزازات التي تحصل في كل يوم"، مشيرة الى ان العادة جرت على أن يقوم الطرف الضعيف بتوتير الأجواء ونحن الطرف الأقوى وسنتعامل مع الاستحقاق الانتخابي بكل حكمة وروية حقنا لأي دماء قد تسيل لأسباب انتخابية تافهة.

لا يجوز ان يتصادم اللبناني مع اللبناني لأي سبب كان، فكيف بالحري إن كان السبب هو الانتخابات، لذلك على جميع الأحزاب ممارسة ضبط النفس وتخفيف حدة الخطاب قبل وقوع ما لا يرغب به احد.