بعيدا عن الحياة السياسية والتصريحات الانتخابية الناريّة قبل ​الانتخابات النيابية​ في 6 ايار المقبل، لكل مرشح حياة خاصة ونشاطات اجتماعية وثقافية وغيرها انطلق منها الى الشأن العام، وذلك بدعم عائلي ومن المحيطين به، حيث كانت الركيزة الاساس له في انطلاقته السياسية.

"من المهد الى اللحد"

يعتبر المرشح عن ​البقاع الغربي​ و​راشيا​ ​عبد الرحيم مراد​ انه ولد مرتين، الاولى عند ولادته والثانية بعد انقاذه من الغرق حين كان طفلا، وقد ربي على الافكار الناصرية المعادية للصهيونية، وانطلق مؤسس الجامعة ال​لبنان​ية الدولية ورئيسها عمله في الشأن العام بعد بداية الحرب اللبنانية عام 1975 حين قرر مواجهة "ارادة الشر" بـ"ارادة الحياة" لعودة المهاجرين الى وطنهم، لا سيما وان في البقاع الغربي حوالي 60 بالمئة من اهله مغتربون، 40 سنة من التعليم في مؤسساته لم تتوقف تحت شعار "من الحضانة الى الجامعة"، حيث يدخل طفلا الى مؤسساته ويتخرج، واليوم سيتغير الشعار ليصبح "من المهد الى اللحد" بعد مشروع وضع حجر الاساس لدار العجزة الذي سيستقبل المسنين، وهذه التجربة غير موجودة في لبنان، كما انها لا تقتصر على البقاع الغربي بل تم تعميمها في كل لبنان.

يحظى عبد الرحيم مراد الذي أصبح نائباً للمرة الاولى سنة 1990 في دائرة البقاع الغربي، وفاز بالانتخابات النيابية عن دورات 1992، 1996، 2000 بتشجيع ورعاية من عائلته، "ابو حسين" هو اللقب المحبب على قلبه وليس "بيك" او "زعيم" حيث يتفاخر به لانه يعتبر نفسه من الناس، كما ان "ام حسين" تتابع ملفاته اليومية في البقاع مع ابنائه الثلاثة "زينب، حسن، وعمر"، يذكر انه فقد ابنه حسين.

"من دون جرس وابواب مفتوحة" تستقبل "ام الحسين" الزوار وتتابع الشؤون اليومية للمواطنين، وهي شريك اساسي في تقديم الخدمات ومتابعة التفاصيل اليومية، كما يتابع الاولاد بعض الملفات التي تثقل هم الوالد التي ستتوسع وتشمل مركز لاعادة التأهيل من المخدرات، وشلالات القصر، و"بيت جدي" مدينة تراثية سياحية، والمشاريع لن تتوقف. "البيت مفتوح" للجميع لمتابعة امورهم، بينما يحمل حسن الهم الاكبر في الحملة الانتخابية لوالده.

العائلة تعمل على مشاركة الخير مع الجميع، لان المال لا يؤخذ الى القبر بل الاعمال الصالحة، وتؤكد ان العمر بالانجازات وان العائلة وجدت لتكون في خدمة المجتمع تحت الشعار الذي رفع عام 1978 "نحو غد أفضل".

وقد تحولت عائلة مراد الذي عين وزيراً للتعليم المهني والتقني عام 1994 ، ووزيراً للتربية والتعليم العالي والمهني والتقني عام 2000، ووزيراً للدولة عام 2003 ووزيرا للدفاع عام 2004 الى خلية نحل تعمل مع والدها نظرا الى كثرة الملفات والمشاريع.

"من اجل بناء الانسان"

من شعار "بناء الانسان" انطلق الدكتور فادي فخري علامة ليكمل مسيرة والده، هو حائز على ماجستير في الادارة العامة، اهتم بالصحة والرياضة كوالده وتابع مسيرة الخدمات، جاء بإرث مليء بالخدمات لاهل المنطقة حيث اسس الدكتور فخري ​مستشفى الساحل​، بعد ان عاد من الولايات المتحدة الى لبنان في الحرب اللبنانية، وكان قد اسس قبلها نادي "شباب الساحل"، وقد اعتمد علامة الشعار المرفوع على باب المستشفى "من اجل الانسان في لبنان" في حملته الانتخابية.

الدكتور فادي، رئيس مجموعة الساحل التي تضم المستشفى وشركة الساحل العالمية، متزوج من السيدة غادة حمود رئيسة منتدى الساحل الذي يهتم بتقديم التعليم المجاني لطلاب الشهادات الرسمية منذ 17 عاما، كما يهتم بالتوعية ضد المخدرات في المدارس والاندية وغيرها، ولديه 3 اولاد هم "سام 19 عاما، راين 16 عاما وميا 3 سنوات"، بين داعم وخائف عليه يتقسم شعور الاولاد، سام الإبن الاكبر الداعم للوالد بينما يخاف راين عليه من الالتحاق بالشأن العام والضغوط والواجبات بعد الوصول كما التخوف الامني على حياته.

تعتبر السيدة غادة، زوجة رئيس نادي الساحل منذ العام 2001، ان الدكتور فادي طموح وهو موجود بالشأن العام يتعامل مع الناس بشكل يومي على صعيد الصحة والرياضة، كما انه يمكن ان يحسن الوضع القائم ومعاناة الناس. وترى ان الوضع السياسي في البلد بحاجة الى شباب واشخاص من ذوي الكفاءات. وتحت شعار "زوجي اولا" تؤكد غادة دعمها المطلق وعملها في الحملة الانتخابية لزوجها، وهي تدير جلسات نسائية لدعم ترشيح زوجها، كما انها تعمل معه في الميدان الانتخابي بشكل يومي وتتابع ادق التفاصيل، الا ان هناك وقت فاصل من اجل الاولاد ومتابعة شؤونهم اليومية.

بالاطلاع على كل ما سبق، ينطلق اغلب المرشحين الى عملهم السياسي من ارث في العمل الاجتماعي والثقافي والخدمات يبنى عليه للانطلاق في السابق الى الندوة البرلمانية، كما تشكل العائلة ركيزة اساسية في عملهم وتواصلهم مع المحيط، وفي الاخير تبقى الكلمة الفصل لصندوق الاقتراع في 6 ايار بعد 9 سنوات من الغياب.