على طول الطريق من صور الساحل الى قرى ​بنت جبيل​ المحررة والحدودية والجبلية وصولاً الى ​حاصبيا​ و​مرجعيون​، توزعت جماهير ​حركة امل​ و​حزب الله​ منذ ساعات الصباح الاولى ومن ​الزهراني​ صعوداً في اتجاه ​النبطية​ وقراها وقبل فتح صناديق الاقتراع في دائرة النبطية وحاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل انتشرت صور رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ والامين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ وانتشرت حواجز ​المحبة​ وازدانت القرى بأعلام امل وحزب الله ورايات المقاومة، هكذا كانت اجواء كل قرى ومدن هذه الدائرة وفي اجواء التجديد والبيعة لخط المقاومة و"نبيهها" و"سيدها" كما تصف اوساط ماكينات امل وحزب الله لـ"​الديار​".

يوم انتخابي طويل بدأ صباحاً خجولاً بتصويت متفرق وحتى ساعات الظهر وصلت النسبة الى 20 في المئة لترتفع تدريجياً بعيد الثالثة الى 30 في المئة قبل ان تبلغ عند السابعة والنصف تاريخ اغلاق الصناديق بعد الانتهاء من جميع المقترعين الذين غصت بهم الباحات الخارجية الخمسين في المئة. وقد تميز هذا اليوم الانتخابي الطويل ببطء العملية الانتخابية وشهدت اقلام الاقتراع اكتظاظاً ملحوظاً ما حدا بالاحزاب وخصوصاً امل وحزب الله الى المطالبة بتمديد الاقتراع لكن هذا الامر لم يتم لانه سيخلق سابقة انتخابية وسيعرض عملية الانتخاب للطعن ما دفع السياسيين والقوى الحزبية على حث الناس على التجمع داخل ساحات ​مراكز الاقتراع​ ودخولهم الى المراكز قبل السابعة لحفظ حقهم في الاقتراع.

وتنافس في هذه الدائرة، 46 مرشحاً تنافسوا على 11 مقعداً موزعين على الشكل الآتي: 8 شيعة، 1 روم ارثوذكس، 1 درزي، 1 سني. وبلغ الحاصل وفق احصاءات اولية 18841 الامر الذي صعب من مهمة اللوائح الخمس المتنافسة والتي خاضت معركة "خاسرة" وفق ماكينة امل وحزب الله مع لائحة الامل والوفاء التي "اتقنت" رفع الحاصل وتوزيع "الصوت التفضيلي" بدقة متناهية بشكل لا يسمح بأي خرق. ووفق معلومات خاصة للديار فإن قيادتا امل وحزب الله عممتا ليل امس الاول على كل جماهيرهما الحزبيين وغير الحزبيين ضرورة الالتزام بجدول اعدته القيادتان وقسمت فيه القرى لكل مرشح والتي ستمنحه الصوت التفضيلي بشكل يضمن نجاح المرشحين كلهم ووفق الترتيب التالي: اولاً ضمان فوز امل وحزب الله مرشحيهما اولاً وذلك بفائض كبير من الاصوات التفضيلية ومن ثم توزيع الفائض على المرشحين الآخرين من الاصدقاء. ومع بداية ساعات المساء الاولى كانت النتائج الاولية وغير الرسمية تشير الى فوز ساحق لتحالف امل وحزب الله و​الحزب القومي​ وتحالف احزاب ​8 آذار​ اذ تكاد تجزم ماكينات الاحزاب الثلاثة بتحقيق فوز كل المرشحين بمن فيهم النواب ​اسعد حردان​ و​انور الخليل​ و​قاسم هاشم​ وجميع المرشحين ​الشيعة​ وقد بلغ فارق الحاصل بين لائحة الثنائي واقرب اللوائح ما يقارب الـ5 الاف صوت.

في المقابل تشير اوساط احدى اللوائح المعارضة للثنائي الشيعي لـ"الديار"، الى حصول ترهيب للناخبين وضغوط امنية وسياسية مورست على بعض العائلات كما تم "تطفيش" المندوبين وتخويفهم وملاحقتهم داخل الاقلام من قبل مندوبي امل وحزب الله. وتعترف الاوساط نفسها بصعوبة حصول اية لائحة على حاصل مرتفع لتنافس الثنائي الشيعي بسبب التجييش والتحشيد الذي اعتمده كل من امل وحزب الله وبشكل غير مسبوق.

وتوزع الـ46 مرشحاً توزعوا على 6 لوائح، واحدة منها فقط مكتملة هي لائحة "حزب الله" وحركة "أمل". وجاءت اللوائح على الشكل الآتي:

لائحة "الأمل والوفاء": وتضم 11 مرشحاً، جميعهم نواب في المجلس الحالي، ما عدا النائب ​عبد اللطيف الزين​ (الأكبر سناً بين النواب) لأسباب صحية.

لائحة "​الجنوب​ يستحق" غير المكتملة وهي ائتلاف يضم كلاً من "​التيار الوطني الحر​" و"المستقبل" ومستقلين. وتضم 10 مرشحين. وقد تبنى التيار دعم 6 مرشحين شيعة مقابل مرشح ارثوذكسي، في مقابل تبني "المستقبل" للمرشح ​عماد الخطيب​ عن المقعد السني في مواجهة النائب قاسم هاشم.

لائحة "صوت واحد للتغيير"، وهي لائحة ​الحزب الشيوعي​ وتضم 7 مرشحين.

لائحة "شبعنا حكي": وفيها مرشح عن ​القوات اللبنانية​، وتضم كلاً من الصحافي ​علي الأمين​ وعماد قميحة والمحامي ​رامي عليق​ وفادي سلامة والناشط ​أحمد اسماعيل​.

أما اللائحتان الأخريان فهما: "فينا نغير" ل​أحمد الأسعد​ وتضم 8 مرشحين، ولائحة "​كلنا وطني​" للمجتمع المدني وتضم 5 مرشحين فقط.