ركز بعض المراقبين في حديث الى صحيفة "الشرق الاوسط"، على أن الأصوات التي صبّت لصالح ​حزب الله​ وحليفه ​حركة أمل​، اللذين حصلا معا على 26 من أصل 27 مقعداً شيعياً في البرلمان ال​لبنان​ي، أكدت أن ​الطائفة الشيعية​ في لبنان، على عكس الطوائف الأخرى، ما زالت تعطي الأولوية للاعتبارات الأمنية على حساب الشأن الاقتصادي، وقد أظهرت نتائج ​الانتخابات النيابية​ اللبنانية التي أجريت أوائل شهر أيار الحالي تقدما مهماً لحزب الله، وأعادت تثبيت موقعه بوصفه أحد أبرز الفصائل على الساحة اللبنانية، من ناحية أخرى، يشدد مراقبون لبنانيون على أنه يستحيل الفصل بين احتفاظ حزب الله بسلاحه حصراً - بخلاف سائر الأحزاب اللبنانية - وتمتعه بقوة تمويلية ضخمة مصدرها بصفة أساسية إيران، وهيمنته على الصوت الشيعي في مناطق نفوذه، وإغلاقه مناطق سيطرته في وجه القوة المنافسة.

في المقابل يرى المراقبون، ان على الرغم من أن حزب الله قاد حملة كبيرة داخل معاقل بيئته الطائفية لإقناعها بالاقتراع خلال انتخابات مايو الأخيرة، فلقد لوحظ أن نسبة الإقبال على التصويت لم تتعدّ 49 في المائة في جميع أنحاء لبنان.

ووفق الخبير المختص في شؤون حزب الله، علي فضل الله، الذي أشار إلى تبدّل ولو بنسبة محدودة، لدى جمهور حزب الله الذي بات مهتماً أكثر بالقضايا الخدماتية والتنموية، فالشعب لديه مطالب كثيرة ويشعر بأن الحزب لا يعطي أولوية للمسائل المعيشية. وبغض النظر عن تأييد البيئة الشيعية المطلق للحزب في صراعه مع ​إسرائيل​، فإنه عندما يتعلق الأمر بإدارة الملفات الاجتماعية والتنموية، فليس الكل راضياً عن أدائه في الدولة، حسب فضل الله، ومن ناحية أخرى، يرى مراقبون للحالة الشيعية في لبنان أن التململ الجماهيري ازداد بعد ظهور قضايا فساد ارتبطت بها شخصيات تابعة للحزب في ​البقاع​، في انتهاك واضح للمبادئ التي رفعها الحزب ورددها قادته، وسط غياب شبه تام للمشروعات التنموية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، والكلام هنا لأحد أبناء منطقة البقاع من الطائفة الشيعية.

بناءً عليه، ثمة من يرى أن الطائفة الشيعية اللبنانية ما زالت ترى في حزب الله الحامي الأول للبلاد في حال نشوب الحرب مع إسرائيل، وكذلك ضد ​الإرهاب​ التكفيري، في مقابل رأي يقول إن ما قدَّمه حزب الله لقاعدته الطائفية يتعدى الشعور بالأمان في حال الحرب، بل يتمثل أساساً في زرع الشعور بالزهو والثقة والغلبة في المجتمع الشيعي، ودفعه إلى اعتبار أنه بات قوة رئيسية داخل الدولة اللبنانية.