أكّدت مصادر اطّلعت على أجواء اللقاء الذي عقد في مقرّ "تكتل لبنان القوي" بين رئيس التكتل النائب ​جبران باسيل​ والوزير ​ملحم رياشي​ بحضور النائب ​إبراهيم كنعان​ لـ"الأخبار" أن الاجتماع تمحور أساساً حول العلاقة بين التيار والقوات، ولم يُتناوَل الموضوع الحكومي إلّا عابراً. وبحسب المصادر، "جرت مراجعة للمرحلة الماضية تخللها نقاش في تفاصيل ما جرى بين الطرفين، في إطار الاستعداد لبناء علاقة متجددة، وتفعيل اتفاق معراب، ولا سيما في ظل رئاسة التيار الجديدة. واتُّفق على عقد لقاء ومتابعة بين الرياشي وكنعان ــــ خلال سفر باسيل لمدة أسبوع ـــــ لرسم خريطة طريق المرحلة المقبلة، على أن تنفَّذ خطوات عملية على طريق تفعيل العلاقة بين الطرفين".

غير أن مصادر "وسطية" تُشكّك في إمكانية نجاح تجديد "اتفاق معراب" في ظلّ العلاقة السّيئة بين باسيل وجعجع، وعمليّة توزيع الأدوار بين عون وباسيل في التعامل مع القوات وفرقاء آخرين، فضلاً عن عودة الانقسام الداخلي إلى ما يشبه معسكري 8 و​14 آذار​ السابقين حيال تراكم ملفّات الإقليم، وارتباط حصّة القوات في الحكومة بعلاقة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ مع ​السعودية​. فحتى الآن، وعلى الرغم من التزام الحريري مع جعجع بمنحه ما يراه محقّاً من الحصص، لم يستطع رئيس الحكومة فرض الأمر على عون وباسيل، وبدل ذلك لعب الحريري دوراً في إقناع جعجع بإعادة التواصل مع عون وتهدئة الاشتباك مع باسيل، فيما استمر العونيون بالتصعيد. وتحوّل رفض باسيل حصّة القوات، أمام تسليم الحريري بها، إلى سجال بين سطور البيانات الصادرة عن الكتل النيابية، بين الحريري وعون، حول ​اتفاق الطائف​ وصلاحيات رئيس الحكومة المكلّف في تأليف الحكومة.