أكدت مصادر ​فلسطين​ية لـ"​النشرة​"، عن مساعٍ حميدة وجدية تبذلها بعض الاحزاب اللبنانية و​القوى الفلسطينية​ لرأب الصدع بين حركتي "فتح" و"حماس" في لبنان على خلفية تجميد الاولى ومعها فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" وحتى اشعار آخر، العمل بالاطار المشترك ومنها "القيادة السياسية الموحدة" التي تشكل مظلّة حماية سياسية وأمنيّة واجتماعيّة للمخيمات وابناء الشعب الفلسطيني في لبنان.

وفق المصادر، فان سلسلة من اللقاءات والاتصالات جرت بعيدا عن الاضواء بين مختلف القوى وقطعت شوطا ايجابيا لردم هوّة الخلاف بين الطرفين، وصولا الى طرح إعداد "ميثاف شرف" ينظم العلاقة بينهما، بحيث يتم احترام قواعد "العمل المشترك" على مبدأ إعتبار الساحة الفلسطينية استثنائية ويجب تحييدها عن أي من الخلافات الداخلية، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتي تواجه تحديات كبيرة، مع الاستعداد الاميركي لاعلان "صفقة القرن" استكمالا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار ​القدس​ عاصمة ل​اسرائيل​ ونقل السفارة الاميركية اليها، وامتدادا لتخفيض المساعدات الماليّة لوكالة "الاونروا" في محاولة لانهاء دورها، والتي تعتزم تقليص خدماتها الاجتماعية والتربوية والصحية تدريجيا تحت ذريعة العجز المالي، ما يتطلب رصّ الصفوف وتوحيد الخطاب السياسي لمواجهة هذه التحديات، وصولا الى إسقاطها.

وتوضح المصادر، أن بعض القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية طرحت إعداد "ميثاق شرف" لردم هوّة الخلافات بين حركة "فتح" ومعها فصائل "المنظمة" وحركة "حماس" ومعها "تحالف القوى الفلسطينية"، شعورا منها أن أي خلاف قد يفتح الباب على توتير أمني يقوم به المتربصون بالمخيمات شرا، لاعادة خلط الاوراق وايقاع الفتنة والمساس بعلاقة الايجابية مع الجوار اللبناني، بعد التنسيق المشترك والنجاح في قطع الطريق على أي محاولة للتعكير، ويقوم على قاعدة "تنظيم الخلاف" وإحترام قواعد العمل المشترك والابتعاد عن الازدواجية بين الموقف السياسي والتطبيق الميداني أو التصعيد بطريقة غير مباشرة، والالتزام بما يتم التوافق عليه، وصولا الى وضع استراتيجية موحدة بعيدا عن تفرد اي طرف باتخاذ قرارات، او القيام بتحركات تعني الكل الفلسطيني دون التنسيق المسبق، على اعتبار ان المرحلة تتطلب الجهود الفلسطينية الموحدة لمواجهة "صفقة القرن" الاميركية، ومواجهة عزم وكالة "الاونروا" تقليص خدماتها، ومحاولة انهاء عملها تماهيا معها وشطب حق العودة وفرض التوطين.

وأشارت المصادر، ان "تنظيم الخلاف" أو إطلاق "ميثاق شرف" ليس صعبا أو مستحيلا، حيث سبق وانخرط الجميع في تجارب سابقة ومنها: اطلاق "المبادرة الفلسطينية الموحدة" من مخيم عين الحلوة عام 2014، ونجحت في حماية المخيمات وتعزيز العلاقات الفلسطينية–اللبنانية وقطع دابر الفتنة المذهبية، خلال فترة الاحداث السياسية والامنية التي عصفت في سوريا وتداعياتها على لبنان، وتشكيل القوة "الامنية" ثم "المشتركة" لحفظ الامن والاستقرار، ومنها، انشاء "خلية الازمة" لمواجهة قرارات تقليص "الاونروا" خدماتها الصحية عام 2016، والتي أدت الى تراجع ادارتها عن قراراتها وبزيارة للأمين العام للأمم المتحدة (السابق) بان كي مون إلى ​مخيم نهر البارد​ (25 آذار 2016)، في أول زيارة لمسؤول أممي لأي من المخيمات الفلسطينية، للاطلاع على المعاناة الفلسطينية بمختلف اشكالها.

وأكد مصدر "فتحاوي" لـ"النشرة"، وجود مساع حميدة وقد تجاوب معها السفير الفلسطيني لدى لبنان ​أشرف دبور​ وقيادة حركة "فتح" في لبنان برئاسة أمين سرها فتحي أبو العردات، بعد الاجتماع الذي عقد يوم السبت 30 حزيران الماضي في مقر سفارة فلسطين في بيروت واتخاذ قرار التجميد حتى اشعار آخر، بينما علمت "النشرة" ان اجتماعا ثلاثيا عقد بين السفير دبور وممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة وممثل "حركة الجهاد الاسلامي" في لبنان احسان عطايا، لتطويق الازمة سريعا، والبحث عن "الحلول الممكنة" وان الامور تتجه نحو الحلحلة قريبا، بعدما ابلغ مسؤول في "حماس" ان الحركة تمد اليد للتعاون والتنسيق وهي متمسكة بالعمل المشترك كخيار استراتيجي لا غنى عنه في الساحة اللبنانية، ومع استئناف الحوار غير المباشر في القاهرة بوساطة مصرية، حيث التقى مسؤولوها بقيادات الطرفين، لدفع المصالحة الوطنية وتطبيق ما أتفق عليه في الحوارات السابقة.

ووفق مراقبون فلسطينيون، فإن الخلافات الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" قد بلغت ذروتها وأدت الاسبوع المنصرم الى تجميد العمل بالاطر المشتركة على خلفية جملة من التطورات السياسية والامنية المتسارعة.