أشارت أوساط مسؤولة في العاصمة الفرنسية ​باريس​، لصحيفة "الحياة"، إلى "تباين في الموقفين الأميركي والفرنسي حيال مشاركة "​حزب الله​" في ​الحكومة​ المتوقع تشكيلها. فترى ​واشنطن​ أن مشاركة الحزب في الحكومة وإعطاءه حقيبة خدماتية اجتماعية مثل الصحة أو غيره، ستكون له عواقب كبرى على ​لبنان​. وأنّ من يرى أنّ لبنان ينعم بنوع من الإستقرار لا ينظر بطريقة واقعية، لأنّ ترك "حزب الله" يهيمن على الحياة السياسية والاجتماعية فيه لا يمكن إلّا أن يؤدّي إلى زعزعة استقراره في السنوات المقبلة".

وبيّنت أنّ "واشنطت ترى أنّ مشاركة الحزب في الحكم، إضافة إلى ​الفساد​ الضخم في البلد، من شأنه أن يؤدّي إلى إلغاء خطط تقدّمت بها بعض الدول لمساعدته مع ​البنك الدولي​ في إطار مؤتمر "سيدر". ولا تستبعد واشنطن أن يدفع لبنان الثمن عاجلًا أم آجلًا نتيجة هيمنة "حزب الله" في لبنان".

ولفتت الأوساط إلى أنّ "باريس ترى أنّ الوضع في لبنان غير مستقر بسبب ما يفعله "حزب الله" على الحدود الشرقية مع ​سوريا​، وسط الأسئلة حول استراتيجيته. أمّا بالنسبة إلى مشاركة الحزب في الحكومة، فإنّ باريس لا ترى جديدًا في ذلك، لأنّه يشارك في حكومة تصريف الأعمال بحقيبتين وزاريتين"، منوّهة إلى أنّ ""حزب الله" الّذي يطالب ب​وزارة الصحة​ أو التربية أو الأشغال العامة، ينبغي ألّا يحصل على التربية إذ إنّ باريس تتخوّف من هذا الإحتمال الّذي لا تريده قطعيًّا. كما أنّ حصول "حزب الله" على حقيبة الصحة يقلق باريس لأنّه يعني أنّ "حزب الله" سيمسّ ب​سياسة​ تسعير ​الأدوية​ وسيبدأ العمل مع ال​إيران​يين في هذا القطاع لأنّ إيران تصنّع أدوية وتبيعها في السوق اللبنانية بأسعار مخفضة تنافس سعر الأدوية الرسمي في لبنان الّذي يتيح للبنان أن تكون له سياسة بحوث متقدّمة للأدوية".

وركّزت على أنّ ""حزب الله" الّذي يلتقي الدبلوماسيين الفرنسيين، أبلغ الجانب الفرنسي أنّه يريد الإسراع في تشكيل الحكومة، معتبرًا أنذه لا يطلب الكثير"، مشيرةً إلى أنّ "الحزب يريد الاستفادة من نتائج ​الإنتخابات النيابية​ لتحسين موقعه في الحكومة وأنه طامح للمزيد من الانخراط في إدارة البلد"، مؤكّدةً أنّ "عقد تشكيل الحكومة ليست في الحصص الوزارية إنّما المقلق هو أنّ الرئيس المكلف يصرف وقتًا على ما يجري من تنافس في توزيع الكعكة، وهذا ليس له أي علاقة بالإصلاحات الّتي ينبغي أن يقوم بها لبنان لإدارة المالية العامة و​الكهرباء​ و​معالجة النفايات​. وباريس ستبعث برسالة إلى الرئيس المكلف عبر سفيرها في ​بيروت​ أنّ صورته ستتأثر سلبًا إذا تأخّر في تشكيل الحكومة. وتتفهّم باريس أن تكون هناك استشارات واسعة ولكن لم يعد تحركه مفهومًا".

وشدّدت على أنّ "على الحريري إذا أراد تبديد تشكيك اللبنانيين بـ"سيدر"، أن يبدأ بإصلاح الملفات الّتي تهمّ الشعب: الكهرباء ومعالجة النفايات... وينبغي أن تكون المشاريع لكلّ لبنان وليس فقط بيروت"، لافتةً إلى أنّ "وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ لا يلتقي كثيراً أعضاء السلك الدبلوماسي، والسفراء لا يلتقونه كثيرًا لأنّه منشغل بأمور حزبه (التيار الوطني الحر)، علمًا أنّ بعض رؤساء أحزاب أخرى يعطون وقتًا للسفراء للتحدث معهم"، كاشفةً أنّ "السفير بيار دوكان المسؤول عن "سيدر" قد يزور لـبنان خلال الشـهر الحالي للقاء المسؤولين".