فرضت قمة ​هلسنكي​ ولقاء الرئيسين الاميركي ​دونالد ترامب​ والروسي ​فلاديمير بوتين​ تطورات جديدة في الملف السوري وخصوصاً في قضية استعادة ​الجيش السوري​ لسيطرته على الحدود والمعابر من نصيب الى حدود القنيطرة ومشارف الجولان السوري واعادة الاعتبار لهدنة "فك الاشتباك" بين ​سوريا​ والاحتلال الصهيوني وانتشار الجيش السوري في مواقعه الحدودية على طول 80 كلم اي العودة لما قبل احداث 2011. بالاضافة الى ملف النازحين واعادتهم الى بلادهم عبر لجنة لبنانية- روسية- اميركية وهو امر قيد التداول لبنانياً وفي حاجة الى الاخذ والرد.

سورياً، يؤكد السفير السوري في لبنان ​علي عبد الكريم علي​ لـ"الديار" ان لا قيمة لاي اتفاق روسي – اميركي في اي ملف من دون موافقة ​الدولة السورية​ ومن دون التنسيق مع دمشق. فاصدقاؤنا الروس يعرفون ان ملف ​النزوح​ لا يحل من دون الدولة السورية وهم قالوا للاميركيين ذلك. ويشير الى ان لا ثقة بالاميركيين ولا اقتناع بأنهم حريصون على إعادة النازحين اليوم وهم مسؤولون عن تهجيرهم وعن تأجيج الفتنة والحرب ومن يتابع يعرف حجم المؤامرة والتدخل الاميركي والصهيوني في الازمة وتأجيجها وتوظيف ادوات امثال هؤلاء والتكفيريين والارهابيين للنيل من وحدة سوريا وتعميم القتل والدمار فيها.

ويؤكد السفير السوري اننا منفتحون على اي اقتراح او تدبير يبحث معنا وبناء على المعطيات والوقائع نحدد موقفنا. فسوريا تنتصر وتستعيد سيطرتها على الوطن السوري وهي ستكمل دحر الارهاب وداعميه حتى آخر شبر واخر حبة تراب ومن الطبيعي جداً ان نبدأ البحث في كيفية عودة النازحين الى بيوتهم وايواء من تدمرت مساكنهم كما سنبحث في إعادة الاعمار.

ويشدد على ان الدولة السورية لن ترضخ لاية تهديدات او ابتزاز او تهويل وهي تمارس سيادتها على كامل الارض السورية وستتصدى لاي عدوان من اي جهة اتى كما يتم التصدي للغارات الصهيونية.

لبنانياً، يتحاشى علي خوض سجالات مع بعض القيادات اللبنانية التي تسير عكس الواقع وتستمر بالمكابرة والرهانات الخاطئة. ويؤكد ان بحث ملف النزوح للسوريين في لبنان وعودتهم الى سوريا يفترض ان يبحث بين البلدين وعبر حكومتيهما وهو شأن يعني الطرفين وليس سوريا وحدها. والدولة السورية تقدم كل ما يلزم من تعاون وتسهيلات لعودة ابنائها. ويعتبر ان لبنان دولة شقيقة وحريصون على افضل العلاقات معه. ويؤكد ان القيادة السورية واثقة من حكمة وصوابية مواقف ​الرئيس ميشال عون​ ومتأكدون من حرصه على العلاقة الصحيحة والاخوية مع سوريا. ويعتبر علي ان القادم من الايام سيشهد على تطورات ايجابية في العلاقات اللبنانية – السورية وفي ملف النزوح وغيره من الملفات. ويأمل استكمال الخطوات التي بدأت عبر رئاسة الجمهورية واللواء عباس ابراهيم في انتظار ​الحكومة اللبنانية​ الجديدة والتي تأمل سوريا ان تتشكل في اسرع وقت ممكن.

في المقابل يؤكد مصدر امني لـ"الديار" ان هناك حركة سورية لافتة بين لبنان وسوريا يومياً وعبر المعابر الشرعية كالدبوسية والمصنع وجوسيه ومعابر البقاع وطوال الـ24 ساعة هناك حركة مغادرة للرعايا السوريين من لبنان وحركة عائدين من سوريا الى لبنان وهي حركة طبيعية بالمئات وقد تشمل عائدين للعمل والطبابة والسياحة والترانزيت للسفر الى دول اخرى بالاضافة الى رعايا كانوا مقيمين بصفة نازحين وعادوا الى بلادهم. اما في ملف العائدين من النازحين الى سورية عن طريق الامن العام وفي الدفعات التي تسوى اوضاعها واوراقها بشكل دوري فقد بلغ عددهم الستة آلاف والامر قابل للزيادة وفق الاجراءات التي تتم عبر القناة الامنية بين ​الامن العام اللبناني​ والسوري.