أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ ​الجيش اللبناني​ عندما وضع الخطة الأمنية في البقاع وضعها بإحكام، مشيراً إلى أنّ اللبنانيين يعانون من ​المخدرات​، وهذا يشكّل خطراً على المجتمع، مثل الإرهاب وأكثر، منوّهاً بالعملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني في بلدة الحمودية في ​بريتال​.

وفي حديث إلى إذاعة "صوت المدى" ضمن برنامج "مانشيت اليوم" أدارته الإعلامية شيرين ناصر، لفت أبو فاضل إلى أن ما قام به الجيش في بلدة ​الحمودية​ هو أمر طبيعي، "فمروجو وتجار المخدرات مستعدّون للقيام بأي شيء للمحافظة على مملكتهم"، مشدّداً على أنّ الجيش اللبناني لا يمكن أن يصدر بياناً توضيحياً إرضاءً لأحد، لافتاً إلى أنّ الجميع طالب بذهاب الجيش إلى المنطقة، وهذا ما حصل.

وشدّد أبو فاضل على أنه لا يجب ترك ​منطقة البقاع​ بهذا الشكل، مشيراً إلى أنّه "إمّا يكون هناك فوضى أو أمن، والظاهر أنّ ثمن الأمن غال"، مؤكداً أنّ الجيش لا يمكن أن يسكت على إطلاق الصواريخ عليه، بل يجب أن يردّ. ولفت إلى أنّ نواب لبنان يجب أن ينفّذوا الوعد الذي وعدوا الناس به قبل الانتخابات النيابية الأخيرة، داعياً الدولة إلى أن تنظر إلى ​بعلبك الهرمل​ نظرة أبوية.

تنازلات مطلوبة

وفي ملف ​الحكومة​، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك تنازلات مطلوبة حتى تتشكّل الحكومة، معرباً عن اعتقاده بأنّ غياب حكومة تصريف الأعمال المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​ عن لبنان لا يعني أنّه بعيد عن السمع"، مشيراً إلى أنّ "العملية أصبحت واضحة بأنّ لتشكيل الحكومة يجب وقف عملية العدّ والحصص، ويجب الحديث بمنطق دولة".

وأكد أبو فاضل أنه ضد حكومة وحدة وطنية، موضحاً أنّ حكومات الوحدة الوطنية تلجأ إليها الدول عادةً بعد الحرب، وهذا ليس واقعنا اليوم، مشدّداً على أنه لا يوجد مكان في الدولة اليوم للفساد والسرقة في ظل عهد ​الرئيس ميشال عون​.

الحكومة ستبصر النور قريباً

وأعرب أبو فاضل رداً على سؤال، عن اعتقاده بأنّ الحكومة ستبصر النور قريباً، لأنّها أصبحت مطلباً داخليّاً ودوليّاً، فضلاً عن أنّه لا يمكن أن يتمّ التدخل الأميركي والروسي من أجل إعادة ​​النازحين السوريين​​، ونحن دون حكومة".

وتساءل أبو فاضل من هو جورج شعبان (مستشار رئيس الحكومة المكلف للشؤون الروسية) حتى يسلّمه الحريري ملفاً بحجم عودة النازحين إلى بلادهم، لافتاً إلى أنّ " لدينا المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ الّذي نجح إلى حّد كبير في مهمّاته، وهو موضع ثقة والشخص الّذي يجب أن يتابع الموضوع"، مشيراً إلى أنّه "يفترض أن تتمّ العودة من الآن إلى الخريف كحدّ أقصى".

الحريري هو الضمانة

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس المكلف هو المسؤول عن تأليف الحكومة، والمعني بالمفاوضات الحاصلة لتشكيلها، لكنه لفت إلى أنّ توقيع رئيس الجمهورية ضروري على تأليف الحكومة وهو الذي سيسيّر السلطة التنفيذية في البلد، ولذلك هناك مسؤولية على الجانبين.

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الأمور لن تبقى متشنّجة إلى هذا الحدّ وسيكون هناك تنازلات متبادلة، مشيراً إلى أنّ الفريق الآخر لا يريد أن يحصل العهد وحلفاؤه على الثلثين في الحكومة، ويسعى للحصول على الثلث المعطل ليكون مؤثراً، مشدّداً على أنه مخطئ في هذه المقاربة، لأنّ الرئيس الحريري يفترض أن يكون ضمانته، إذ يمكن أن يطيح بالحكومة بمجرد استقالته.

أكثرية الوزراء من ​8 آذار

وأكد أبو فاضل أنّ أكثرية الوزراء في الحكومة المقبلة سيكونون إلى جانب خط فريق ​8 آذار​ القديم والذي أصبح اليوم في السلطة متناغماً بين ​التيار الوطني الحر​ و​حزب الله​ وحتى ​حركة أمل​ و​تيار المردة​، مشيراً إلى أنه "حتى ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ في المواقف الرئيسية يمكن أن يكونوا إلى جانب هذا الفريق".

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنه "عندما تريد ​​السعودية​​ التصعيد في الملف الحكومي، يمكنها عندها التصعيد من خلال الحريري"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "السعودية إذا لم تحصل على حصة رئيسية كما تريد للتأثير في البلد لن تسهّل الموضوع"، داعياً الحريري انطلاقاً من ذلك إلى أن يحسم موقفه.

على وتر الميثاقية

وأكد أبو فاضل رداً على سؤال آخر أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق ​وليد جنبلاط​ لم يعد بيضة القبان كما كان في السابق، وتسعة نواب غير كافين لذلك، وهو إذا لم يحصل على ثلاثة وزراء دروز لا يؤثر، لأنّه في هذه الحال لا يمكن أن يلعب على وتر الميثاقية.

وفيما لفت أبو فاضل إلى وجود بحث في الوزير الدرزي الثالث وضرورة أن يكون في الوسط انطلاقاً من ذلك، أشار إلى أن جنبلاط يعلم أنّ الحكومة لن تهتزّ حتى لو استقال الوزراء الشيعة إذا كان هناك قرار دولي ببقائها كما حصل سابقاً عندما استقال الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس ​فؤاد السنيورة​ وبقيت الحكومة.

لا لزوم لها

وشدّد أبو فاضل على أن بقاء الرئيس السوري ​بشار الأسد​ على رأس السلطة وحفاظه على دولته وجيشه وشعبه كان له أثر كبير على كل الأصعدة، موضحاً أنّ "الخط المقابل لنا خسر في لبنان وفي ​سوريا​ وعليهم تقبل الخسارة"، مشدّداً في الوقت نفسه على أن "عملية تشكيل الحكومة بحاجة إلى تسهيلات من الجميع وليس منهم فقط".

وجدّد أبو فاضل القول في المقابل إن "حكومة الوحدة الوطنية لا لزوم لها"، مشيراً إلى أننا "سبق أن جرّبناها تحت شعار حكومة استعادة الثقة، إذ لم تستطع الحكومة أن تحقق إنجازات بسبب المناكفات داخلها"، متسائلاً "من يعتبر أن العهد فشل لماذا يركض لمشاركته في جنة الحكم"، مشدّداً على "أننا نعيش في دولة مصالح مثل المقلع".

مصدر ثقة للجميع

وفي موضوع النازحين السوريين في ضوء التطورات الأخيرة على خطه، جزم أبو فاضل بأنّ "الأمر الواقع الذي نقبل عليه سيجبر الجميع على التسليم لدور المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​"، لافتاً إلى أن الأخير مصدر ثقة لجميع اللبنانيين وهذا متفق عليه، "وهو فرض نفسه بعدما نجح بإرسال العديد من النازحين، كما نجح في جميع العمليات الأمنية التي استلمها سابقاً، منذ خطف الجنود وقتلهم من قبل داعش و​جبهة النصرة​ وكان إطفائياً".

وأكد أبو فاضل أنّ اللواء إبراهيم هو الشخص الذي يجب أن يتابع الموضوع، مشيراً إلى أنّ "مشكلتنا في لبنان أننا عندما ينجح شخص نبدأ جميعاً بمحاربته ووضع العصي في الدواليب"، مشدّداً على أنه "إذا شكلت لجنة مشتركة يجب أن تكون برئاسة اللواء إبراهيم لا أن يكون الأخير عضواً فيها".