أشار المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في إقليم البقاع ​مصطفى الفوعاني​ إلى أننا "نعيش أجواء انتصار تاريخي عندما حاولت ​إسرائيل​ أن تعتدي على لبنان عام 2006، هذا الانتصار ستتحدث عنه الأجيال مستقبلا ويؤسس لبعد استراتيجي، لأن المقاومة التي أسسها الأمام المغيب السيد ​موسى الصدر​ على مسافة أمتار من هذا المكان في يوم القسم يوم ردد عشرات الآلاف قسم الولاء وانطلقت المقاومة، وكان التحرير الأول والتحرير الثاني".

وخلال تنظيم بلدية دورس حفلاً تكريماً للجهات الرسمية والأهلية والدولية التي دعمت برامجها ومشاريعها وأنشطتها وأعمالها، تطرق إلى موضوع ​الزراعة​ معتبرا أن "هناك بعدا استراتيجيا ينبغي أن يكون لبنان في عمقه، لا أن نبقى نبحث عن اقتصاد ريعي، بل علينا أن نتجه إلى بعد آخر أن ننمي الزراعة ونحن نمتلك الكثير من مقومات زراعة تستطيع أن تشكل بعدا اقتصاديا لهذا الوطن، فلا نبقى مرتهنين دائما إلى سياسات الخارج، ونحن في لبنان نرزح تحت عبء الدين العام الذي تجاوز المئة مليار دولار".

ورأى أن "دعم الزراعة في لبنان يجب ألا يبقى مجرد شعارات، وإنما ينبغي أن تتحول ​سياسة​ الكلام إلى أفعال، وطرح الرئيس ​نبيه بري​ الكثير من المشاريع الزراعية البديلة، ولكن للأسف دولتنا لم تستطع أن تستبدل زراعة المخدرات بغيرها من الزراعات التي توفر اقتصادا إنتاجيا لهذا الوطن، فكانت فكرة تشريع ​زراعة الحشيشة​ من أجل الاستخدامات الطبية مع ضوابط عالية تتعلق بأمن المواطن، لذلك عندما يسلك هذا المشروع في مجلس النواب، يجب أن يكون هناك إسراع في إنجاز هذا الملف، وأن تكون هناك مؤسسة راعية على نمط الريجي التي ترعى زراعة التبغ والتنباك في لبنان والتي أصبحت اليوم من أهم المؤسسات التي تدعم ​الاقتصاد اللبناني​".

كما تناول ملف ​النزوح السوري​ وزيارة الوفد الروسي، لافتاً إلى أننا "شهدنا حضور موفدين إلى لبنان من أجل أن تكون هناك عودة آمنة للنازحين السوريين إلى وطنهم الأم، وحركة أمل دعت منذ ثلاث سنوات إلى حوار مباشر بين ​الحكومة اللبنانية​ و​الحكومة السورية​ من أجل هذا الملف الإنساني الأخلاقي بالدرجة الأولى، ولكن البعض في لبنان أصر على دفن رأسه في الرمال ورفض الحوار المباشر. ولذلك عندما قرر معالي الوزراء غازي زعيتر وحسين الحاج حسن ويوسف فنيانوس زيارة سوريا قامت الدنيا ولم تقعد، ولكنها كانت خطوة بالاتجاه الصحيح، واليوم يؤكد حضور الوفود إلى لبنان بأن الحوار المباشر هو السبيل الوحيد ليعود النازحون إلى وطنهم".

ورأى أننا "نحن اليوم بحاجة إلى الإسراع في ​تشكيل الحكومة​ لأن من حق المواطن على دولته أن تكون هناك حكومة تقوم بأعباء هذا المواطن الذي تحمل الكثير"، موضحاً أنه "لا سياسة إنمائية من دون أن يكون هناك خطة استراتيجية لهذا الإنماء، وينبغي أن نخرج من سياسة العقل الضعيف والمغلق، والعقل الذي لا يريد أن يتفهم أننا اليوم في ظل عولمة أصبح فيها الكون قرية صغيرة، فإذ بالبعض يتحدث اليوم عن سياسة مناطقية وعن تفرقة لطالما عجز الإسرائيلي عن الدخول إلى ساحتنا عبرها، فإذا ببعض الخطابات تطل علينا من مواقع التواصل الاجتماعي لتشتت ما جمعته يد المقاومة وما جمعته يد إمامنا المغيب السيد موسى الصدر بأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، لا تفرقوا بين شماله وجنوبه ولا بين بقاعه وجبله، لأن إنسان لبنان أراده الإمام الصدر أن يكون إنسانا في كنهه الحقيقي، أي أنه لا ينسجم مع كل التطلعات الضيقة، بل ينفتح ليشكل النموذج الحضاري الذي نسعى إليه".