أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ ​أحمد قبلان​، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في ​برج البراجنة​، إلى أنّ "الشأن السياسي يظهر أنّنا أمام أزمة سياسية مفتوحة، وعملية تأليف الحكومة باتت متعثّرة بالعديد من العقد والعراقيل المصطنعة، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى حكومة، لأنّ الظروف الدولية والإقليمية مضافًا إليها أوضاع البلد وأحوال الناس، تستدعي تفاهمات وتوافقات على مستوى عالٍ من الشعور بالمسؤولية الوطنية".

وركّز على أنّ "كلّ ما يجري لا يخدم الصالح العام، ولا يمكن أن يفسّر في خانة مواجهة الإستحقاقات والتحديات، كما لا يمكن أن يكون في الإطار الوطني العام. ما يعني أنّ النزف مستمرّ، وأنّ الخصومات قائمة إلى حدّ العداوات، وأنّ عملية إنقاذ البلد لا تزال تدور في الحلقة المفرغة، سيما أنّ هناك من يراهن على الوقت، ويتصرّف كأنّ البلد بألف خير، متناسيًا مشاكل الناس الّتي لا تحصى ولا تعدّ، وبخاصة مشكلة ​النزوح السوري​"، لافتًا إلى أنّ "ما تحمّله ​لبنان​ واللبنانيون جراءه كان ثقيلًا جدًّا. لذلك، نحن نطالب بتأييد ودعم المبادرة الروسية، ومواكبتها وتطويرها إلى مستوى إعادة التواصل والتنسيق مع ​الدولة السورية​، لإنجاح هذه المبادرة، وتأمين عودة ​النازحين السوريين​ إلى بلدهم آمنين".

ونوّه المفتي قبلان، إلى أنّ "يومًا بعد يوم يتأكّد لنا أنّ كثيرًا ممّن هم في السلطة يريدونها لأنفسهم، لمشاريعهم الخاصة، لكسّاراتهم ولمؤسساتهم ولصفقاتهم، يريدونها لمشاريعهم البحرية والنهرية. أمّا قصة البلد والوطن والشعب، فليست إلّا غطاءً لفساد سياسي طويل"، مؤكّدًا "أنّنا نريد صيغة حكومية قادرة على مواكبة التحوّلات، ولديها من الإمكانيات ما يؤهّلها لإدارة شؤون البلاد والعباد، الّتي لم تعد تحتمل المزيد من النكد السياسي والكيد الّذي كلّف البلد الكثير من الأثمان، وألحق باللبنانيين جميعًا أضرارًا بالغة في حياتهم ومعايشهم الإقتصادية والمالية والاجتماعية والإسكانية، وبات يهدّدهم في أمنهم وفي استقرارهم".

وبيّن أنّ "أكثر شبابنا يعاني من ​البطالة​ والإهمال، ومن لعبة الإحتكار والأموال، ومن دور الدولة الّذي لا نراه إلّا شكليًّا بل بأقلّ بكثير من الحدّ الأدنى، لذا نحن نطالب بسلطة نظيفة تكون في مستوى الصعوبات، وبحجم المأساة، وقادرة على إحداث نقلة نوعية تنقذ جيل الشباب وتحمي الأجيال وتبشّر بقيامة دولة لا فساد ولا مفسدين فيها".