لا تزال مسألة ​الكلاب​ الشاردة التي برزت مؤخراً تشكّل مشكلة حقيقية لم تجد طريقها الى الحلّ النهائي. هذه الظاهرة التي استدعت من إحدى البلديات أن تلجأ لقتلهم في نطاقها خوفاً على سلامة السكان، أصبحت تتكرّر في العديد من المناطق، وهنا تقع المصيبة لأنها خطر على السلامة العامة، ما الحلّ إذا، إن لجأ المواطنون الى قتلها؟َ!.

شكلّت الطريق المؤدية من منطقة ​سن الفيل​ الى الحازمية بجانب شركة SNA مكاناً مميزاً لهواة ممارسة رياضة المشي اليومية، ولكن هذه المسألة باتت صعبة مؤخراً، والسبب مجموعة من الكلاب الشاردة التي تمترست على تلك الطريق. هنا تؤكد ​بلدية الحازمية​ على لسان مسؤولها الإعلامي روي حرب أن "شكاوى عديدة تلقّتها البلدية وسببها الخوف من الكلاب الموجودة في تلك النقطة، التي، تتبع عقارياً ل​بلدية المنصورية​ إلا أننا قمنا بإعطائها الأدوية المناسبة (تطعيمها) هناك وبالتالي لم تعد مؤذية كما أننا تواصلنا مع إحدى الجمعيات وهي ستهتم بإيجاد مأوى لهم".

وبين اللجوء الى قتل الكلاب الشاردة أو تطعيمها وإيجاد مكان لها، يبقى رأي الجمعيات المتخصصة بالحيوانات مختلفاً تماماً. إذ ترى المسؤولة في جمعية Animals Lebanon ماغي شعراوي عبر "النشرة" أن "معالجة المشكلة هي أكبر من نطاق جمعيّة بل هي فعلاً تحتاج الى تحرّك على نطاق الدولة"، مشيرةً الى أن "هذه المشكلة تظهر في بعض الاحيان الى العلن عندما تم قتل الكلاب الشاردة في الغبيري، لتعود وتختفي حيناً آخر ولكنها في الواقع تبقى موجودة، من هنا يجب اللجوء الى وضع خطّة شاملة بالتعاون مع ​وزارة الزراعة​ المعنيّة في هذا الشأن لمعالجة المشكلة".

تشدد شعراوي على "َضرورة معرفة المشكلة في كلّ منطقة أولاً عبر القيام بإحصاءات تحدّد عدد الكلاب في كلّ منطقة، ومن ثمّ تصنيفها إذا كانت مصابة بمرض ما أو خالية من أيّ أمراض"، مضيفة: "المسؤولية تقع على عاتق وزارة الزراعة والحلّ يكمن في وضع برنامج للمعالجة".

حينما قصدت بلدية الحازمية إحدى الجمعيات التي تعتني بالحيوانات، كان جوابها أنها تبحث عن مكان مخصّص لوضع الكلاب. وهنا تشير شعراوي الى أن "لا وجود لأماكن لنقل الكلاب اليها". أما لانا خليل وهي مسؤولة أخرى في الجمعية فتشرح أن "سبب تواجد أو تكاثر الكلاب الشاردة يعود الى كونها تتكاثر نتيجة وجود النفايات أو تخلّي المالكين عنها"، مضيفةً: "الحل الاساس يبقى في استئصال المشكلة من جذورها عبر العمل على وضع خطة للمعالجة ولمرة واحدة ونهائية".

إذاً تبقى قضية الكلاب الشاردة خطيرة وتحتاج الى حلّ نهائي، أما السؤال: "ماذا يفعل الانسان كي يتّقي خطرها إذا كانت الجمعيات لا تجد لها الأمكنة المناسبة والبلديات تنتظر الجمعيات"؟.