رأت أوساط سياسية متابعة أن ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في عيد الجيش يتعارض مع الكلام الذي نقله زوار الرئيس عنه خلال استقبالات نهار الثلاثاء في 31 تموز.

ولاحظت هذه الأوساط، عبر صحيفة "الأنباء" الكويتية، أن هذه المواقف كانت جديدة لناحية صدورها شخصيا عن الرئيس، كما ان بعضها لم يفهم على حقيقته.

وأشارت الاوساط السياسية المتابعة تعرف إلى أن ما جاء في الخطاب موجه الى أفرقاء محددين، لأن الكلام الذي قاله الرئيس عون وتم تسريبه من قبل زوار قصر بعبدا في اليوم السابق للخطاب فيه تحديد للجهات التي يقصدها في كلامه، وهي: "​القوات اللبنانية​" و"​الحزب التقدمي الاشتراكي​" و"​تيار المردة​"، وغمز من قناة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​.

وسألت: "كيف يمكن المطالبة بتوزير نائب درزي نجح وحده من بين مرشحي حزبه السبعة بالانتخابات، والكتلة التي يدعي تمثيلها ينتمي اعضاؤها الثلاثة الى ​التيار الوطني الحر​، وسيكون من بين هؤلاء تحديدا وزير آخر، وهو وزير الطاقة الحالي كما هو متداول، بينما هناك نواب منفردون، او كتل تتألف من نائبين او ثلاثة لا يتم توزير احد منهم، على سبيل المثال: النائب فريد الخازن، أو حتى النائب بولا يعقوبيان".

كما سأت: "كيف يتم التمسك بشمولية تمثيل طوائف كبرى من تيار او تيارين متحالفين فازوا بأغلبية نواب الطائفة ـ وليس بجميع مقاعدها ـ بينما يتم رفض ذلك عند احزاب أخرى، لأنها لا تؤيد طريقة عمل بعض المحسوبين سياسيا على الرئاسة، ففي ذلك الموقف "صيف وشتاء تحت سقف واحد".

من جهة ثانية، رأت أن الكلام الذي نقله زوار الرئيس قبل خطاب عيد الجيش، ليس هو ذاته ما جاء في الخطاب في اليوم التالي، ذلك ان وصفه "القوات اللبنانية" بأنها تطالب بما ليس من حقها امام الزوار، يتعارض مع تمسكه بنتيجة الانتخابات، كذلك فإن قوله امامهم: "انه سيلجأ الى حكومة بمن حضر اذا ما تأخر تشكيل حكومة جامعة" فيه تعارض مع صلاحيات رئيس الحكومة المكلف.

ورأت هذه الاوساط المتابعة أن "هذه المواقف كأنها تسديد فواتير عن التزامات سياسية اعلنها اشخاص مقربون من الرئيس قبل الانتخابات، خصوصا في المطالبة بتوزير بعض الاشخاص الموالين، كذلك فإن هذه المواقف بدت كأنها اقتصاص من قوى لا تجاري مناصري التيار الوطني الحر في سياسته".