أكّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​محمد رعد​، خلال رعايته حفل تدشين القصر البلدي لبلدية ميدون في ​البقاع الغربي​، أنّ "أصحاب الإرادات لا تلوى أذرعتهم، وعبثًا يحاول الصهاينة ومن يقف وراءهم أن يلووا ذراع شعبنا، هذا الشعب الّذي قدم نموذجًا يُحتذى به بين كلّ شعوب العالم الحرة، نموذجًا في التضحية والصبر والإباء والصمود والتضامن والتكافل ونموذجًا في صناعة الحياة". ولفت إلى "أنّنا هنا لا لندشّن مقرًّا بلديًّا فحسب وإنّما لنطلق مرحلة من مراحل الإنماء الّذي يتجدّد باستمرار بفعل البرامج والخطط والمشاريع، وبفعل العقل المبدع وفعل الحرص ممّن يقومون بشأن العمل البلدي وبرعاية من المؤسسة الأم مؤسسة "​حزب الله​" حزب ​المقاومة​ لخدمة شعبنا".

وركّز على "أنّنا في حاجة إلى أن نولي اهتمامنا بالخدمات الإجتماعية وبالحاجات الإجتماعية والتعليمية والصحية للمواطنين، بموازاة اهتمامنا بإنماء الطرقات والخدمات وبناء الحجر، لأنّ هذا الشعب الّذي نتقرب إلى الله بخدمته، يعيش وضعًا صعبًا وخصوصًا في هذه المرحلة الّتي تتطلّب منّا أن نوظّف كلّ جهودنا من أجل توفير ما يجعل حياته مقبولة وتمكّنه من الصمود في مرحلة الضيق الإقتصادي وفي مرحلة المعاناة وفي مرحلة تشكّل الدولة الّذي لا يزال يتدحرج بين وقت وآخر". ونوّه إلى أنّ "العناية بأهلنا على كلّ المستويات تتطلّب إبداعًا في البرامج وتحصيل الواردات وتتطلّب وضع خطط وبناء علاقات، وخصوصًا في بلد تتحكّم به العلاقات الشخصية والوظيفية والإدارية أكثر ممّا يتحكّم به القرار السياسي".

وشدّد رعد على أنّ "من يملك أوسع العلاقات وهو يتسلّم مسؤولية ما في بلد ما أو منطقة ما، يستطيع أن يوفّر الخدمات أكثر من غيره في هذا البلد، ونحن نثق بأنّ المعنيين بالشأن البلدي في كلّ مناطقنا يولون هذا الجانب الإهتمام الكافي، ونحن سنبقى إلى جانبهم ومعهم من أجل تسهيل كلّ التقديمات المطلوبة لخدمة شعبنا"، مبيّنًا أنّ "لدينا مشكلة نازحين ولدينا مشكلة بطالة ولدينا مشكلة ركود إقتصادي في هذا البلد وأمامنا آفاق إذا استطعنا أن نفتحها بتعقل وحكمة وحرص على المصلحة الوطنية نستطيع أن نعالج قسمًا كبيرًا من هذه الأزمات، وهنا يتطلّب الأمر من المسؤولين أن يحسموا موقفهم".

وأوضح أنّ "التطورات السياسية في المنطقة تغيّرت لمصلحة رهان غير رهانهم، عليهم أن يعترفوا بالتطورات وعليهم أن يقرّوا بأنّ هذه التطورات فرضت أمرًا واقعًا جديدًا لم يكونوا يحسبوا له حسابًا. إذا كانوا أخطأوا نظرتهم التاريخية فإنّهم لا يستطيعون أن يديروا ظهرهم للجغرافيا الّتي تربط بيننا وبين ​سوريا​"، مركّزًا على أنّ "العلاقات مع سوريا يجب أن تعود إلى الدفئ ويجب أن تفتح العلاقات مجدّدًا وتصوّب العلاقات وتبعث فيها الحرارة لمصلحة بلدنا، فالنازحون لن يعودوا إلّا عبر التنسيق بين الحكومتين ال​لبنان​ية والسورية"، جازمًا أنّ "جزء من معالجة الركود الإقتصادي أن نفتح الأبواب واسعة ونعقد الإتفاقات الضامنة والحامية للمستثمرين اللبنانيين الّذين يريدون أن يساهموا في إعادة إعمار سوريا". وفصّل أنّ "الركود الإقتصادي يجد قسمًا كبيرًا من علاجه عبر فتح البوابات البرية عبر سوريا إلى البلدان العربية المحيطة، فأكثر من أربعين بالمئة من ناتجنا الزراعي يصرف عبر سوريا".

ونوّه رعد إلى أنّ "​معبر نصيب​ ينتظر قوافل النتاج الزراعي اللبناني، لكن العلاقات الباردة والجافة بين حكومة لبنان وحكومة سوريا هي الّتي تمنع معالجة مشكلة تصدير نتاج ​المزارعين​ في هذا البلد. هذه المسألة ليست من مصلحة أحد غير المصلحة اللبنانية العليا"، مشدّدًا على أنّ "مشكلة النازحين لا تضغط على سوريا بقدر ما تضغط على اللبنانيين والركود الإقتصادي و​البطالة​ المتفشية والنامية لا تضغط هذه المشكلات على سوريا بقدر ما تضغط على اللبنانيين. علاجها يتوقّف إلى حدّ كبير على إعادة الدفئ وبعث الحرارة في العلاقات بين لبنان وسوريا".

وفيما يخصّ الحكومة الّذي طالت مهلة تشكيلها، لفت إلى "أنّنا نعزوا السبب في إطالة هذه المدة إلى أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلّف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​ لم يرد أن يعتمد معيارًا واحدًا في تشكيل حكومته، فراح يستنسب التمثيل لكلّ الفئات والكتل، والإستنساب يوقع في المراوحة ويرضي جهة ويزعج جهةً، يقبل به حزب ويرفضه أحزاب"، مؤكّدًا أنّ "الإستنساب لا يدلّ على بعد نظر في إدارة الشأن العام في البلاد".

وأشار رعد إلى أنّ "منذ البداية نصحنا وقلنا إنّ المعيار الواضح الّذي يُلتزم في تشكيل الحكومة هو أهون السبل والطرق من أجل سرعة التشكيل، كنّا متواضعين في مطالبنا وسهّلنا كلّ ما يمكننا أن نفعله، لكنّ التواضع منّا قابله البعض بتضخيم لأحجامهم التمثيلية ولمطالبهم في التوزير فحصلت المراوحة ولا تزال، ربما وفق بعض الأنباء الّتي وردتنا مؤخّرًا أنّ حركة جديدة سيبدأها الرئيس المكلف مطلع الأسبوع لاعتماد ما يمكن اعتماده من معايير يرتئيها لتشكيل الحكومة نتمنى له التوفيق والنجاح عسانا نبصر حكومة في وقت قريب بعد أن تأخرنا وضيعنا فرصا ووقتا ثمينا".