دعت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية ​عناية عز الدين​، في كلمة لها خلال رعايتها افتتاح معهد النور الجامعي وحفل التخرج السنوي الاول لطلابه " دفعة الانتصار باحتفال اقيم في باحة المعهد في النبطية، الدولة الى "الاهتمام الخاص بقطاع التعليم المهني الجامعي وفتح الاختصاصات ووضع الخطط لتطويره واعادة تحديد اهدافه وربطه بمتطلبات الاقتصاد اللبناني"، لافتةً الى أن "دولا اقتصادية كبرى ك​ألمانيا​ واليابان تعتمد في نظامها التعليمي على الفروع المهنية بشكل كبير وكلا البلدين لديه تجربة مميزة على مستوى البناء والاعمار بعد تعرضهما للتدمير خلال الحرب العالمية الثانية ".

وكرت عز الدين ان "التعليم المهني هو أحد السبل الاساسية والرئيسية للتنمية الوطنية ومعالجة العديد من الاشكاليات الاقتصادية وهو أحد أهم دعائم نهوض البلاد ونتمنى تعزيز وتطوير التعليم المهني في لبنان، نحن مقبلون ان نصبح بلدا نفطيا وبلدا غازيا من هنا اهمية التعليم المهني في هذين القطاعين"، منوهةً اللاى أن "لبنان اشترط في العقود التي أبرمها مع الشركات التي ستعمل في لبنان على ان يكون 80 بالمئة من العمال من اللبنانيين وهذا يتطلب ان تطور معاهدنا المهنية البرامج التطبيقية التي لها علاقة بحقلي التنقيب وصناعات ​النفط​ والغاز وان تكون حقيقة معايير المناهج العلمية في هذه المهنيات عالية ومواكبة للمعايير العالمية ".

وتابع بالقول انه "تسرّني المشاركة في احتفال تكريم الناجحين والمتفوقين من طلابنا الاعزاء لانني اؤمن بأن هذا المسار في التحصيل العلمي هو طريقنا الى التنمية والتقدم، بل هو سبيلنا للاستمرار في الحياة الكريمة والعزيزة لا سيما اننا في اجواء الانتصار في ​حرب تموز​ ودورتكم تحمل اسم دورة الانتصار وفي اجواء شهر آب، شهر الامام المغيّب، امام العلم والتنمية والمقاومة وكلاهما، المقاومة والعلم، مصداق حيّ على مسار النهضة والتغيير الذي ارسى معادلات جديدة ليس فقط بما يخص منعة لبنان بوجه اسرائيل وانما ايضاً معادلات اجتماعية وسياسية ساهمت برفع الحرمان والتهميش عن جزء من وطننا الحبيب ويبقى ان نستكمل هذه المسيرة في اماكن اخرى من لبنان لا سيما ​البقاع​ وعكار"، لافتة الى ان "المجتمع الذي يقدّر العلم والمتعلمين هو مجتمع حيوي يمتلك في بنيته دينامية التطور والتجدد والتقدم".

كما نوهت الى انه "لقد كافح آباؤنا في ظل ظروف صعبة وقاسية لتأمين العلم لنا وقد شهد ابناء ​الجنوب​ ورغم ظروف الاحتلال والحرمان نهضة علمية لامعة اثمرت في ميادين مختلفة"، موضحةً أنه "لأن رئيس مجلس الناواب نبيه بري كان الأمين على نهج المقاومة والتنمية والعلم، فامتلأ الجنوب بأجيال من المتخرجين وقامت المؤسسات التعليمية المختلفة وباتت قرانا لا تخلو من ​المدارس​ ومدننا تحوي عدداً لا بأس فيه من المهنيات والمؤسسات الجامعية وفروعها وهو الامر الذي يعتبر انجازاً بعدما عز في قرانا تحصيل العلوم نتيجة الحرمان والاهمال المنظم الذي عانينا منه لردح من الزمن".

واضافت "طبعا لا يزال الكثير من الجهد مطلوب، هناك حاجة كبيرة لافتتاح فروع جديدة للجامعة الوطنية في اكثر من مدينة جنوبية، كذلك لا بد من العناية والرعاية للتعليم الرسمي والاهتمام بالمدرسة الرسمية بما يكفل مستوى لائق من التعليم فيها خصوصا ان المدرسة الرسمية تبقى الملاذ الوحيد للطلبة من ابناء عوائلنا الطيبين، اصحاب الدخل المتوسط والمحدود وهم الشريحة الاوسع في لبنان عموما وفي الجنوب خصوصا"، مؤكدةً أنه "في التعليم المهني فيجب الاقرار ان نظرة خاطئة تشكلت حول مساره وهذا ما يجب تصحيحه. ان التركيز على التعليم المهني وايلاءه الاهمية والاهتمام يمكن ان يساعد الى حد كبير بمعالجة ازمة ​البطالة​ في لبنان. كما هو معلوم فإن 41% من اللبنانيين هم تحت سن الـ 24 عام و35% منهم بلا عمل".

واعتبر عز الدين ان "التعليم المهني قادر على تعديل هذه الارقام نحو الافضل. لأن الاختصاصات المهنية تلبي الى درجة كبيرة احتياجات السوق. اضافة الى مسألة هامة وهي ان التعليم المهني يخرّج شباباً يمتلكون ​مهارات​ انتاجية وهذا ما نحن بأمسّ الحاجة اليه في لبنان. اختصاصات منتجة وليست ريعية. شباب يجعلوننا نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ويعيدون الاعتبار لقيمة العمل والمجهود بعد ان اصبحت قيم المردود والربح السريع ولو غير الشرعي هي السائدة، لذلك فإن الدولة مدعوة بشدة للاهتمام الخاص بهذا القطاع وفتح الاختصاصات المختلفة فيه ووضع الخطط لتطويره واعادة تحديد اهدافه وربطه بمتطلبات الاقتصاد الوطني. وهنا لا بد من الاشارة الى تجارب مهمة في العالم يمكن الاستفادة منها. ان دول اقتصادية كبرى مثل ​المانيا​ واليابان تعتمد في نظامها التعليمي على الفروع المهنية بشكل كبير. ففي المانيا مثلا 80% من الطلاب ينتسبون الى التعليم المهني وكلا البلدين لديه تجربة مميزة على مستوى اعادة البناء والاعمار بعد تعرضهما للتدمير خلال الحرب العالمية الثانية".

كما اشارت الى انه "بعد كل ذلك نقف عاجزين عن تشكيل حكومة وطنية يجتمع فيه الفرقاء والقوى لتكون انطلاقة واعدة نحو بناء الدولة القوية"، معتبرةً أن "هذا العجز يأتي في ظل ظروف خاصة يمر فيها المحيط حيث نهايات الازمة في سوريا كما ان صراعنا مع العدو الاسرائيلي مستمر وامامنا تحدي الحفاظ على حقوقنا في المياه والنفط والحدود وهذا العدو لا يزال على عادته في التهديد والوعيد وهو يقيم المناورات تلو المناورات على حدودنا الجنوبية".

وتابعت عز الدين "ورغم ذلك لا نجد عند البعض سوى التلهي في الاحجام والحصص والنكايات الضيقة والتفاصيل الصغيرة الهامشية"، متسائلةً "فإلى متى يبقى وطننا اسيراً لهذه العقلية؟ اليوم صرخة المواطنين ومطالب الفئات المختلفة ورسالة المشاركين في ​الانتخابات النيابية​ تقول "كفوا عن جعل لبنان رهينة لأطماعكم السياسية والمذهبية والفئوية، نريد ان يكون لنا دولة قوية وحكومة قادرة تعالج هذا الكم من المشاكل والازمات، فإلى متى الانتظار".

وشددت عز الدين على ان "الحكومة حاجة ومطلب اليوم قبل الغد، والمطلوب الاسراع في تشكيلها، لأن قدرة الناس على التحمل باتت تقارب شفير الانفجار، ولا يمكن لاحد احتواء وجع الناس الذي اصبح اكبر من ان يحتمل. مع ذلك لا زلنا نأمل ان يستيقظ بعض المعنيين بتشكيل هذه الحكومة من غفوة الاحجام والحصص".