منذ العام 2014 وتصفية ​انصار الله​ لمسؤول كتيبة العودة المقرب من فتح احمد رشيد واشقائه في ​المية ومية​ والجمر تحت رماد العلاقة بين الطرفين وخصوصاً بعد عامين اي في العام 2016 حيث سجل مقتل العميد ​فتحي زيدان​ وهو مسؤول فتح العسكري في المية ومية وقد غمزت بعض اوساط فتح من قناة انصار الله والوقوف وراء اغتياله. ومذ ذاك الحين تحاول فتح استعادة التوازن مع حماس وانصار الله في المية ومية وخصوصاً مع التنظيم الذي يرأسه جمال سليمان والذي يمتلك قوة عسكرية هامة وتضع في اولوياتها ​المقاومة​ المسلحة ضد العدو وفق ما تؤكد اوساط فلسطينية وتضع هذه الاوساط كل ما يجري اخيراً منذ مقتل بلال زيدان المتهم بتدبير محاولة اغتيال الامين العام لحركة انصار الله جمال سليمان لمصلحة فتح وكل الاتشباكات التي جرت تصب في هذا الإطار. وتقول الاوساط ان ما يجري في المية ومية هو مشابه لما يجري وجرى في ​عين الحلوة​ طيلة الاعوام السبعة الماضية. وتشير الاوساط ان ملف المخيمات وامنها ليس مرتبطاً فقط بقرار ذاتي من القوى و​الفصائل الفلسطينية​ التي تتأثر بكل ما يجري حولها من احداث وخصوصاً الاقليمية والعلاقة بين مخيمات الشتات والداخل والعلاقة المازومة بين ​رام الله​ وغزة.

وتؤكد الاوساط ان تعثر مشروع ​الاخوان​ في مصر بعد ثورة العام 2011 واندحارهم عن الرئاسة الاولى ووضع الرئيس المصري الحالي ​عبد الفتاح السيسي​ معظم قيادات الاخوان في السجن وملاحقتهم ومحاكمتهم وحظرهم بالاضافة الى تراجع دوري قطر و​تركيا​ في المنطقة وخصوصاً ​سوريا​ جعل وضع حماس في الداخل الفلسطيني وفي ​قطاع غزة​ صعباً ومطوقاً بمحيط جغرافي واسع ومحاطاً بحصار صهيوني وحصار مصري اي شابه بسجن كبير يتعرض للتدمير والحصار والتجويع وافتقاد لادنى مقومات العيش البسيطة.

اما في ​لبنان​ فقد دخل العامل التكفيري على خط الاشتباك والعلاقة المازومة والمتوترة بين فتح وحماس بعد سيطرة حماس على قطاع غزة وطرد سلطة فتح منه في العام 2007 وخصوصاً بعد اتهام فتح لحماس بـ"التعاطف" مع التكفيريين وتأمين لهم دعم سياسي وعسكري لابقائهم في حالة توازن مع فتح في عين الحلوة وخصوصاً في الاحداث العسكرية التي عصفت بالمخيم العام الماضي.

واليوم ومع انزواء العامل التكفيري وضعف شوكته بعد هزيمة داعش والنصرة في جرود لبنان وطردهم من غالبية ​الاراضي السورية​، انقطع الاتصال بين قيادات التنظيمين وبعض فلولهما في عين الحلوة وبات عناصرهما معزولين ومنكفئين ومختبئين في انتظار ايجاد تسوية لبنانية – فلسطينية- اقليمية لهم بينما تشترط ​الدولة اللبنانية​ تسلم المطلوبين الهامين ومحاكمتهم وخصوصاً المتورطين منهم. وتكشف الاوساط ان هناك عمليات تسليم لبعض المطلوبين الهامين انفسهم تتم بهدوء وبعيداً من الاعلام ويتوقع ان يعلن عن بعضها في وقت لاحق ومناسب تختاره السلطات اللبنانية ووفق حساباتها مع تأكيد ان حماس وفتح وباقي الفصائل تريد الانتهاء من ملف التكفيريين والمطلوبين لتعيد ترتيب المخيمات وخصوصاً في الملف الانساني والاجتماعي الذي بات ضاغطاً.

وفي حين تشيد الاوساط بوساطة رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ الشخصية وعبر المكتب السياسي في ​حركة امل​ وجمعه قادتي حماس وفتح ولتكريس المصالحة والعمل المشترك بينهما والتأكيد على مرجعية منظمة التحرير وسفارة فلسطين في لبنان، تتوقع ان تترجم هذه المصالحة والوساطة تنفسياً لملف الاحتقان في المخيمات وخصوصاً في ​مخيم عين الحلوة​ حيث تعيد فتح تجميع قوتها العسكرية والتي تعتبر نفسها "ام الصبي" عسكرياً والقوة الشرعية المنبثقة عن السلطة ولها سفارة في حين يبدو التنافس على القرار السياسي والعسكري الفلسطيني على اشده بين فتح وحماس في مخيمات لبنان كعين الحلوة والمية ومية مع تسجيل حضور لانصار الله كقوة بارزة ثالثة في المية ومية.

وتلفت الاوساط الى ان ما يحكى عن وساطة روسية ومصرية لتكريس نوع من التفاهم بين العدو وحكومة حماس في قطاع غزة وانجاز ترتيبات امنية محددة للقطاع وفتح المعابر بإشراف كامل من مصر وفي حال وقع بعد ​عيد الاضحى​ فإنه سيعيد توتير الامور بين حماس وفتح حيث تصر الاخيرة على ان تتسلم هي غزة فوق الارض وتحتها وان تكون هي مرجعية القرار والحكم فيها ومن ضمن منظمة التحرير و​السلطة الفلسطينية​. وتقول الاوساط ان من شان هذا التفاهم ان ينعكس على الداخل الفلسطيني وان تتأثر مخيمات لبنان به لجهة العلاقات بين التنظيمات الفلسطينية لكنها تستبعد لن تنعكس انفجاراً امنياً شاملاً داخلها وخصوصاً في عين الحلوة لان لا مصلحة لفتح وحماس في ذلك ففاتورة استخدام ورقة المخيمات في صراعات داخلية وفي تجاذبات دولية واقليمية مكلف ولن يسمح لبنان و​حزب الله​ به.