منذ اقل من اسبوع خرج نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليقول ان من يربط استحقاق الرئاسة الاولى بالملف الحكومي يعطل التأليف فالامران منفصلان ولا يجب ان يكونا مرتبطين ارتباطاً بنيوياً فالاولوية لحل العقد وتشكيل الحكومة. وفهم من كلام الشيخ قاسم انه يتوجه الى باسيل لكن وفق اوساط متابعة فإن الامر موجه لمن يريد ان يفتح كل المعارك دفعة واحدة في اتجاه رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ و​التيار الوطني الحر​ و"عينه" على خلافة عون في اية لحظة. وتقول الاوساط ان المقصود بكلام قاسم هو رئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ ولا احد غيره.

وتكشف الاوساط ان العلاقة بين حزب الله والرئيس عون ممتازة وخصوصاً بين عون والامين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ اذ تحصل اتصالات هاتفية مباشرة دائمة بين الرجلين او تصل الرسائل بينهما بشكل غير مباشر بواسطة الوزير باسيل الذي لا يحتاج الى واسطة مع حزب الله ، وعندما تستدعي الحاجة يلتقيان. وتقول الاوساط ان لا حاجة لارسال رسائل في الاعلام لباسيل طالما ان القناة المباشرة متوفرة.

وتؤكد الاوساط ان معركة الرئاسة لم تناقش مع حزب الله ولم يتم التطرق اليها بين حزب الله وباسيل ولم تطرح اصلاً لانها خارج الزمان والمكان وليست داهمة او ملحة لتناقش وتدرس ويعطى رأي في الرئيس المقبل بعد انتهاء ولاية الرئيس عون في 2022 اذ لا يمكن للمجلس الحالي ان ينتخب خلف عون الا اذا تم التمديد له من ربيع 2022 حتى خريف العام نفسه.

وتقول الاوساط ان من المبكر جداً تحديد هوية مرشح حزب الله والذي سيكون احدى الشخصيات التي تدور في فلك تحالف المقاومة وبين شخصيتين الاولى مثبت ترشحها واهليتها وهو الوزير ​سليمان فرنجية​ والاسم الآخر قد يكون اي شخص آخر غير فرنجية كباسيل او اي شخصية من خارج "النادي التقليدي" للنواب والوزراء الموارنة وتربطهم علاقة جيدة ومتوازنة مع التوجه العروبي والمقاومة.

في المقلب الآخر يحضر ملف يحاول البعض زرعه في طريق تشكيل الحكومة وهو العلاقة مع ​سوريا​ وخصوصاً بعد زيارة الوزراء الاربعة الى دمشق لحضور مهرجان ومعرض دمشق الدولي والذي يقام للمرة الثانية بعد انقطاع لستة سنوات. فالوزراء الاربعة الذين يمثلون حركة امل وحزب الله والمردة و​الطاشناق​ لبوا الزيارة كوزراء في حكومة تصريف الاعمال ومن ضمن عمل وزارتهم ولا يمكن القول عنها انها زيارة شخصية كما انها ليست رسمية مئة في المئة كونها لم تحدث بتكليف رسمي واضح من مجلس الوزراء مجتمعاً.

وتستغرب الاوساط زج العلاقة مع سوريا في التأليف الحكومة واستعادة الحرارة معها وزارياً وامنياً ودينياً عبر زيارة موفد للشيخ قبلان والمجلس الشيعي الاعلى الى وزير الاوقاف السوري ومع تكرار زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم سوريا للتنسيق في ملف النازحين واعادتهم لمن يرغب وبتكليف مباشر من رئاسة الجمهورية. وتقول الاوساط ان حركة امل وحزب الله والمردة والطاشناق والتيار الوطني الحر ورئاسة الجمهورية ليست "فريدة" من نوعها وهي علاقة لم تنقطع رغم خروج سوريا العسكري في لبنان وفي عز ازمة العام 2005 وقطيعة فريق لبناني مع سوريا واتهامها باغتيال الرئيس ​رفيق الحريري​ وما تلاه من جرائم واغتيالات. ففريق المقاومة وحلفاؤه في لبنان يؤكدون ان العلاقة مع سوريا مستمرة وهي عبارة عن خيار سياسي واستراتيجي وليست طارئة او دخيلة او ظرفية.

وتشير الاوساط الى ان حزب الله نصح الحريري والتيار وكل الافرقاء العاملين على خط تشكيل الحكومة ان يتم تحييد ملف التأليف عن كل الملفات الخلافية والسجالية من ​المحكمة الدولية​ الى العلاقة مع سوريا وملف النازحين. فتركيبة الحكومة شيء وبيانها الوزاري شيء آخر فبعد اعلان التأليف هناك امتحان البيان الوزاري والثقة وخلال النقاش حول البيان تتوضح الامور وتوضع آلية البت في هذه الملفات التي تحل وتناقش خلال اجتماعات مجلس الوزراء وعلى طاولته وليس خارجها.