شدّد البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، على "أنّنا في أمسّ الحاجة إلى عيش أمثولة الرب الّذي أعطى نهجًا جديدًا لممارسة السلطة أكان في الكنيسة أو في المجتمع أو في الدولة. فلقد أتى تلميذاه يعقوب ويوحنا العزيزان على قلبه، وطلبا أن يجلسا على يمينه ويساره في السماء. فقال لهما إنّ الطريق إلى المجد السماوي تمرّ عبر التضحية والتجرّد والتفاني، أي عبر الخروج من الذات والأنانية والحسابات الخاصة".

وركّز خلال إلقائه العظة عند ترؤسه قداسًا احتفاليًّا في ​كنيسة مار جرجس​ في جدرا، على أنّ "الرب يسوع يقول إنّ من يريد حقًّا أن يصل إلى الله في نهاية الوجود الشخصي على الأرض، عليه أن يمرّ عبر ألم التضحية والتفاني"، مشيرًا إلى أنّ "يسوع أعطى مفهومًا جديدًا للسلطة هو الخدمة: من أراد أن يكون الأول، فليستعد أن يكون الخادم، وأن يتفاني في سبيل خدمة الجماعة والخير العام، الّذي منه خير كلّ إنسان. هذا النهج الجديد عمره ألفي سنة".

ونوّه البطريرك الراعي إلى أنّ "كثرًا اتّبعوا هذا النهج، ورفِعوا قدّيسين على المذابح، وعرفوا كيف يعيشون ويتحرّرون ويتفانون في خدمة الخير العام. ونحن نصلّي من أجل كلّ مسؤول في الكنيسة والمجتمع والسلطة، لكي يضع أمامه هذا النهج، الّذي وحده مصدر سعاتنا".

وأكّد أنّ "السلطة والمال والسلاح والتسلط والظلم والتجبّر لا يعطوا سعادة في قلب الإنسان. السعادة هي عندمنا تعيش حرًّا من ذاتك، وأن تعطي"، معيدًا التشديد على أنّ "من أراد أن يكون الأول، فليستعد لأن يكون خادمًا ومضحّيًا ومتفانيًا، لأنّ المسؤولية دعوة إلهية ونعمة وبركة للشعب".