رأى الوزير السابق ​رشيد درباس​ أن "الشواطىء ال​لبنان​ية تكاد تكون منذ بدء الأزمة في ​سوريا​ والى الآن، هي أقلّ الشواطىء التي تحصل فيها خروقات، في ما يتعلّق بمسألة ​الهجرة​ غير الشرعية"، مشيرا الى "وجود دول كبرى مُسيطرة على سواحلها، وعلى أراضيها بصورة صارمة، كانت تستعمل مسألة الهجرة كوسيلة من وسائل الضغط على دول ​أوروبا​. أما نحن في لبنان فلم نلجأ الى مثل هذا، فيما لبنان لا ينظُر بعين الإرتياح الى تعامل ​المجتمع الدولي​ معنا في حلّ مسألة اللّاجئين، لأن المساعدات التي تأتينا هي أقلّ بكثير من احتياجات السوريين ومن الأضرار الفادحة التي لحقت بالشعب اللبناني وب​الدولة اللبنانية​ و​البنى التحتية​ فيها، وفرص العمل التي فقدها اللبنانيون من خلال اللجوء السوري الى لبنان".

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، لفت الى أن "لا الدولة اللبنانية ولا الشعب اللبناني، يلمسان أي خطة، ما عدا ما أعلنه الجانب الروسي عن خطة لعودة اللّاجئين"، معتبرا أن "المجتمع الدولي لا يقدّم العناية الكافية لمسألة عودة اللّاجئين. علما أن "​التحالف الدولي​" يسيطر على مساحات آمنة في سوريا، وعلماً أيضاً ان ما لا يقلّ عن 35 الى 40 في المئة من اللّاجئين السوريين في لبنان هم من تلك المناطق، فيما لا بوادر لبلورة خطة دولية تخفف عن لبنان هذا الاحتقان، مع العلم أن الإنفاق على هؤلاء في أرضهم هو أقلّ كلفة ومجدٍ اكثر من الإنفاق عليهم في لبنان والخارج".

وأكّد درباس أنه "لا يُمكن للمجتمع الدولي أن يقول إنّنا نشجع ذهاب ​اللاجئين​ الى أوروبا من لبنان، بل إن قراصنة يفعلون ويسهّلون ذلك، فيما القراصنة وتجار الموت يتواجدون في كلّ مكان. أما الدولة اللبنانية فهي صارمة في هذا الإطار، و​الجيش اللبناني​ يقوم بدور كبير جداً ومهمّ وممتاز لمنع حصول ذلك أيضاً. مع العلم أن الجيش اللبناني يحتاج الى الكثير من المساعدات لكي يتمكّن من تغطية كلّ شبر من أرضه".

وأشار الى أن "​اللاجئين السوريين​ يعيشون في ظروف دون المستوى الإنساني، فيما الإنفاق على البنية التحتية اللبنانية ضئيل، وحتى ​مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين​، فهي تُنفق ممّا يأتيها، ناهيك عن الكلفة العالية لعملها. توجد وسائل كانت مباشرة لمساعدة اللاجئين، وتوجد وسائل غير مباشرة. وكنّا نعرض دائماً أن تحصل إستثمارات، ولم نجد آذاناً صاغية. إذ توجد قطاعات يسمح ​القانون اللبناني​ فيها للعمالة الأجنبية بالعمل، وعندها نخلق فرص العمل للسوريين ونحرّك ​الاقتصاد اللبناني​"، مشددا على أن "ملف سماسرة الموت يجب أن يُعمَل على حلّه ليس فقط من جانب لبنان ، بل يجب أن تساعدنا أوروبا في ذلك أيضاً. فهذه مسؤولية مشتركة لا يُمكن للبنان أن يتحمّلها لوحده. علماً أن محاولات الإختراق البحري للاجئين انطلاقاً من لبنان، هي الأقلّ في المنطقة".