شدد القيادي في تيار "المستقبل" ​مصطفى علوش​ على أن "رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ يؤكد منذ أشهر أن الأوضاع عام 2018 تختلف عما كانت عليه في السنوات السابقة، وهو لمس لمس اليد، مع مرور الوقت، أن طبيعة العلاقات السياسية في البلد تستند الى كيفية أن "يلطش" كلّ طرف من الآخر بعض المكاسب، من خلال التنازلات، وهو ما يقوم به الكثير من القوى".

وأشار علوش، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، الى انه "تبيّن أن هذه ال​سياسة​ أدت الى طمع الجانب الآخر، والى اقتناعه بأنه يستطيع الحصول على أي شيء وأكثر، طالما أنه يقوم بالعناد أو الغنج أو حتى التعطيل"، منوهاً الى انه "مع الأسف، هذه هي السياسة التي يقوم بها "​التيار الوطني الحر​" من خلال الطريقة التي يتعامل بها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ​جبران باسيل​ مع الآخرين، والتي يبدو أنه أخذها في شكل اساسي من "​حزب الله​" وكيفية تعطيله البلد على مدى سنوات".

ورأى علوش ان "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يوجّه رسالة أن التعاون والتفاهم والتسويات لا تعني أبداً أن يكون هناك أي جانب يستفيد ليثبّت أقدامه ويلغي الجانب الآخر على المستوى السياسي والأمني والإقتصادي، وأن التوازن في العلاقة هي العنوان الوحيد الذي يمكنه أن يخدم البلد على المدى الطويل لأن أي غلبة لطرف على آخر، ستؤدّي الى أن يثور الجانب المغلوب على أمره، أو يرفض، وهو ما يؤدي الى إشكالات في وقت لاحق. وهذه هي النقطة التي ينطلق منها الرئيس الحريري في علاقته مع كل الأطراف، وبالأخصّ في ما يتعلّق ب​التسوية الرئاسية​".

وعن كلام الحريري على أن الوضع عام 2009 يختلف عمّا هو حالياً، في إشارة الى أن لا بديل منه لباسيل كشريك سني قوي على رأس الحكومة، لأن الحريري يتمتّع حالياً بدعم صحنه السني ورؤساء الحكومات السابقين، أوضح علوش ان "التاريخ هو دائماً مفيد لمعرفة كيفية التصرف حاضراً ومستقبلاً، ولكن من يعتقد ان التاريخ لا يتغير فهو مشلول"، مشيراً الى انه "من المؤكد أن ظروف عام 2009 تختلف عمّا هي عليه عام 2018، فيما الواقع الإقليمي ومتغيّراته وموازين القوى مختلفة في شكل جذري".

وتابع بالقول ان "الواقع الدولي مختلف أيضاً، والحريري يعلم أن أي حكومة فيها هيمنة لـ "حزب الله" سواء كان ذلك على رئيسها أو على معظم أعضائها، ستقع حتماً تحت العقوبات الدولية، وبالأخص العقوبات الأميركية، وبالتالي، فإن الحريري يعرف أن هذا الأمر سيؤدي الى انهيار المنظومة هذه، ومن هنا، نفهم إصرار "حزب الله" على أن يكون الحريري هو رئيس الحكومة وليس أحد الجهات القريبة منه، مع أن الحزب كان يستطيع أن يفرض ذلك"، ذاكراً أن "الحريري يعرف الواقع، وهو يعلم أن الجانب الآخر بحاجة الى وجوده على رأس الحكومة، وأن الأطراف السنيّة الأخرى ذات المصداقية والاعتدال والتي لا تدعم "حزب الله" لن تدخل بأي لعبة من قِبَل "حزب الله"، لأن فيها مغامرة خطيرة جداً. وهذه الرسالة أيضاً يُرسلها الحريري، وهو يعرف ما هو دوره وواقعه وكم هي قوته، ويستخدم هذه الوقائع دون أن يتسلّط من خلالها على الآخرين، ولكن دون أن يقبل أن يتسلط عليه الآخرون".