تؤكد اوساط سياسية في ​8 آذار​ ان ملف التشكيل عاد الى "ثلاجة الانتظار" بعد تفاؤل بتأليف كان سيبصر النور في غضون ايام. وتشير الاوساط التي تشاورت في اليومين الماضيين مع الجهات المعنية بتأليف الحكومة في ​حزب الله​ والتي أكدت لها عدم نضوج الطبخة الحكومية بفعل وجود "قطبة مخفية" بين الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ ورئيس حزب القوات ​سمير جعجع​. وتلفت الاوساط الى ان منذ فترة بسيطة تلقى رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ معطيات محددة من سفراء غربيين وسفير دولة كبرى تفيد بأجواء حرب اسرائيلية جديدة ستشن على ​لبنان​ وعنوانها "ضرب القدرات الصاروخية" لحزب الله وان الحملة الاسرائيلية المعادية عن الاوزاعي والمطار ومخازن الصواريخ مواكبة لتهيئة الاجواء لهذا العدوان الصهيوني. فأجرى الرئيس عون اتصالاته واصدر المواقف اللازمة وأكد تمسك لبنان بسيادته ورفض التهديدات وتمسك بشرعية المقاومة. وحرصاً منه على مواجهة اي تهديد او اعتداء خارجي صهيوني او غير صهيوني اعتبر عون ان اهم وجوه الوحدة والمواجهة هو تشكيل الحكومة فكان ان ابدى مرونة في الحكومة وتنازل عن نيابة رئيس الحكومة للقوات كما وافق على مبدأ الاربع وزراء للقوات خلافاً لما كان حاصل سابقاً. وبناء عليه اخبر الحريري بهذا الطرح والذي جوبه وفق المعطيات برفض جعجع الذي عمد الى شن حملة مضادة على عون ورئيس التيار ​جبران باسيل​ بعد المؤتمر الصحافي والذي اتى بعد تبليغ الحريري لجعجع بعرض عون فكانت مواقف باسيل العالية النبرة من جعجع وحصة القوات ومعيار الوزير الواحد لكل خمسة نواب. وتشير الاوساط الى ان الحريري كان سأل عون عن رأي باسيل فقال له عون "باسيل عندي" لا مشكلة معه.

وتلفت الاوساط الى ان تفاؤل الحريري نبع من تنازل عون ورغبته في تسهيل التشكيل ووضع حد لذرائع جعجع ولمواجهة اي تهديد خارجي بحكومة كاملة الاوصاف. وتضيف الاوساط ان الحريري ابلغ جعجع بعرض عون رغم نفيه امس الاول ورفض الاخير له فبات الحريري محرجاً ومطوقاً بفيتو سعودي لم يرفع عن الحكومة وتشكيلها وتعيد الاوساط تأكيدها ان جعجع ولو حصل على كل مبتغاه سيبقى معرقلاً بناء على توصية سعودية طلبت منه عدم القبول بأي طرح ولو لبى كل طلباته.

وتشير الاوساط الى ان معطيات حزب الله كما نقلها مسؤولو الحزب الى 8 آذار تفيد بأن الاميركي والاسرائيلي يهولان على لبنان ويستعرضان البطولات ضد لبنان والحكومة والمطار والبنى التحتية وهما يعرفان بان الحرب مع لبنان وعليه ليست نزهة او "كزدورة". وتؤكد الاوساط انها ابلغت عون والقوى الحليفة بأن كل ما نسمعه من تهديدات تهويل انشائي وكلامي وإعلامي ولبث الذعر في صفوف الناس والتأثير على ارادة تأليف حكومة متوازنة فيها ثقل لحزب الله وحلفائه.

وتؤكد الاوساط الى ان الايام المقبلة ستبرهن ان نضوج طبخة التاليف لم يتم وكل ما يحكى في الاعلام عن تفاؤل بات من الماضي ولا يصلح للاعلان عن الولادة الحكومية خلال ايام. وتشير الاوساط الى ان اطلالة باسيل المتلفزة امس الاول اكدت عرقلة القوات للتشكيلة كما اكدت عمق المأزق المسيحي- المسيحي وخصوصاً العودة الى طروحات كان اتفق على حسمها كمنح الاشغال للوزير السابق ​سليمان فرنجية​ وهو امر تم بناء على وعد الحريري لفرنجية بإبقاء الاشغال معه وعلى قبول حزب الله بها للمردة رغم انه كان يطمح اليها بعد تبلغه وعد الحريري لفرنجية. وترى الاوساط ان ما يجري على الساحة المارونية يؤكد عمق الهوة بين التيار والقوات وبين التيار و​المردة​ فتلاقي جعجع وفرنجية لن يكون برداً وسلاماً لا على التيار ولا على 8 آذار.