أوضح أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ​ابراهيم كنعان​، أنّ "دوري الفاعل في المجلس النيابي قد يستمر أو قد ينتقل إلى الحكومة، والقرار في هذا الشأن يبقى لـ"التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية ​ميشال عون​، ونظرتي لأي منصب هي مسؤولية يجب تحمّلها والشخص هو من يعطي القيمة للمركز فإمّا ينجح أو يفشل"، لافتًا إلى أنّ "وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ​ملحم الرياشي​ كان يمثّل "​حزب القوات اللبنانية​" خير تمثيل في التفاوض معنا، ولديه احترام كبير لدى "القوات" ورئيس الحزب ​سمير جعجع​. بالنسبة إلى خبرتي معه، هو أمين على ما يكلّف به، ويعرف كيفية تدوير الزوايا".

وركّز بالنسبة إلى التفاهم والمصالحة بين "التيار" و"القوات"، على أنّ "الجميع، من الرئيس عون إلى جعجع ورئيس "التيار" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​، يقول إنّ المصالحة مقدّسة وانّ العودة إلى الوراء أي إلى زمن الاقتتال والحقد غير واردة"، منوّهًا إلى أنّ "إعلان النيات في 2 حزيران 2015 كان المصالحة الّتي سبقت المصلحة، والاتفاق السياسي يمكن احياؤه في أي وقت لأنّه قائم على مبدأ التحالف".

وشدّد كنعان على أنّ "​المصالحة المسيحية​ كانت خطوة استراتيجية أعدنا معها تكوين التوازنات في النظام، وآمنّا برئيس ميثاقي قوي يمثّل شعبه حقّقناه، وبقانون انتخاب يصحّح التمثيل وأمّناه. أمّا التكتيكي فهي الإستحقاقات الّتي نلتقي أو نتنافس فيها ديمقراطيًّا"، مفسّرًا أنّ ""اتفاق مار مخايل" بين "التيار" و"حزب الله" استراتيجي ومهمّ، واحترام مضونه كان جيّدًا جدًّا، وفي العلاقة بين "التيار" و"الحزب" لا يوجد تنافس. لكن مع "القوات" هناك تنافس على شارع واحد، وبالتالي المقارنة لا تجوز بيت الإتفاقين. في الممارسة نحن و"القوات" كان هناك مطبات وثغرات يجب معالجتها، ولكن مع الحزب كانت أفضل"، جازمًا أنّ "للمرّة الأولى في تاريخ لبنان والموارنة، يتّفق حزبان على رئيس الجمهورية، ويكون لديهما سابقًا مرشحين للرئاسة".

وبيّن أنّ "باسيل لم ينفض يده أبدًا من المصالحة المسيحية وكان متحمّسًا لعقد اللقاء في ميرنا شالوحي الّذي جمعنا مع الرياشي، وبحثنا بمسؤولية في إقفال الثغرات وكيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، واقترحنا لجنة من الحزبين لقواسم مشتركة في الملفات المطروحة"، مؤكّدًا أنّ "العهد هو للانجاز لا للكلام، وأمام الحكومة العتيدة مسؤولية كبيرة لمقاربة أولويات اللبنانيين، وإذا لم نضع اليوم المصلحة الوطنية فوق أي مصلحة أُخرى في ضوء التحديات الّتي تنتظرنا، فمتى نقوم بذلك؟"، مشيرًا إلى أنّ "الأمور لم تعد تحتمل ويجب قبل نهاية الأسبوع ان يكون لدينا حكومة".

وبشأن الخلاف حول حقيبة العدل، شدّد على أنّ "وزارة العدل ليست المشكلة، وولا مرّة "القوات" طالبوا بها"، مشيرًا إلى أنّ "الحقائب الّتي تتمّ المداورة فيها هي المالية والداخلية والعدلية، ولكنّنا لم نر لا رئيس مجلس النواب نبيه بري تنازل عن المالية، ولا الداخلية تنازل عنها رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري"، سائلًا "هل يعقل ألّا تكون وزارة العدل مرتبطة برئيس الجمهورية الّذي طرح مشروعًا إصلاحيًّا؟".

ولفت كنعان إلى أنّ "الرئيس عون تنازل عن نيابة رئاسة الحكومة للقوات، من منطلق المصلحة الوطنية الّتي تقتضي وجود حكومة اليوم قبل الغد"، منوّهًا إلى أنّ "كل الوزارات هي أساسية ومن حقّ "القوات" أن يتمثلّوا تمثيلًا عادلًا"، كاشفًا أنّ "التفاوض لا يزال قائمًا على فكفكة العقد، ونحن من قاتل من أجل إقرار القانون النسبي الّذي يؤمّن تمثيل الجميع، فكيف نتّهم بالرغبة في الغاء أحد؟".

وأعلن أنّ "المصالحة ما بين "القوات" و"تيار المردة" لا تزعجنا لأنّ استراتيجيتنا هي الغاء الحقد بين اللبنانيين عمومًا وبين المسيحيين خصوصًا".