نوّه رئيس الوزراء المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​، إلى أنّ "البلد يمرّ بفترة من الجمود السياسي، لكنّني مؤمن بقدرتنا على الخروج من هذه الأزمة، وقد تمكّنا من الخروج من أزمات أصعب بكثير"، ذاكرًا أنّ "حين أتى رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ إلى البلد، لم تكن هناك لا موازنة ولا أموال وكان البلد مدمّرًا. ورغم كلّ ذلك تمكّن من القيام بما قام به من إعادة الإعمار والنهوض، لكنّه قام بكلّ ذلك بالتعاون مع الجميع".

ولفت خلال حفل عشاء أقامه نائب رئيس غرفة تجارة ​بيروت​ ​غابي تامر​ مساء أمس، على شرفه في دارته بسن الفيل، إلى أنّ "رفيق الحريري عمل معكم أنتم ​القطاع الخاص​ والصناعيين والتجار ورجال الأعمال والمصرفيين والمحامين والشباب والشابات الّذين هم المحرّك الرئيسي للبلد، واليوم هناك أيضًا التقنيات الجديدة المتنامية، وهذا ما يشكّل فرصة حقيقيّة للخروج ممّا نحن فيه، لكن علينا أن نبدأ".

وركّز الحريري على أنّ ""​مؤتمر سيدر​" كان ناجحًا بالفعل من أجل ​لبنان​، وقد تمكّنا من تحصيل تمويل كبير لمشاريع ​البنى التحتية​، ميزته أنّه تمويل طويل الأمد بفوائد مخفضة جدًّا، وهذا يسمح لنا بأن نجدّد كلّ البنى التحتية لدينا ونؤمّن التمويل لكلّ ما نحتاجه من مشاريع، مبيّنًا "أنّنا كنّا في المجلس النيابي السابق والحكومة السابقة، قد أقررنا العديد من القوانين للنهوض بالاقتصاد. أمّا اليوم فإننا نعيش أزمة سياسية، ونأمل إن شاء الله أن تُحل".

وأوضح أنّ "في فترة ​الإنتخابات النيابية​، كنت أقول إنّ سعد الحريري 2018 مختلف عن سعد الحريري 2010، وهذا الأمر صحيح جدًّا اليوم، حتّى في المواقف السياسية، وأنا لدي أمل، ولكنّي أقول بكلّ وضوح وصراحة أنّ يدًا واحدة لا تصفّق في البلد"، مشدّدًا على أنّه "إذا اعتقدتم أنّ سعد الحريري سيعمل وحده في البلد فهذا صعب. أنا على استعداد للعمل 24 على 24 ساعة مع شباب وشابات البلد ومع الجميع للنهوض بلبنان. لكن بالمقابل على الآخرين أيضًا أن يعملوا معنا".

وأكّد الحريري أنّ "لبنان لا يمكنه أن يستمرّ في ممارسة أنشطة الأعمال على أساس ما اعتاد عليه في السابق. علينا أن نقوم بكلّ الإصلاحات الّتي التزمنا بها في "سيدر" لأنّه لا يمكن أن نكمل بقوانين عمرها خمسين وستين عامًا، إن كان بالتجارة أو القضاء أو غيرهما".

وبيّن أنّ "رئيس الحكومة اليوم عليه أن يوقّع كلّ ورقة في الدولة، هذه ليست وظيفة رئيس الوزراء ولا حتّى الوزير. من هنا، علينا أن نطوّر قوانيننا وإلّا سنتراجع إلى الخلف. هناك الكثير من العمل لا بدّ من القيام به، وبالتعاون مع القطاع الخاص الّذي هو بالفعل المحرك الرئيسي في أي اقتصاد بالعالم"، مركّزًا على أنّ "علينا أن نعطي القطاع الخاص كلّ التسهيلات لكي يتمكّن من القيام بالدور المطلوب منه".

وافاد بـ"أنّنا نجد كُثرًا اليوم يتسابقون على وظائف الدولة، الّتي لم تعد تحتمل مزيدًا من التوظيفات، ويجب أن يكون أمل الشباب بالقطاع الخاص بمختلف حقوله، من شركات مقاولات أو اتصالات أو صناعة أو زراعة أو غيرها. ولكن، بما أنّه ليس هناك فرص عمل اليوم في البلد، نجد كلّ الشباب يتهافتون على القطاع العام، الّذي بات متضخمًا بشكل غير طبيعي، وعلينا أن نقلّص منه كثيرًا ونوقف الهدر، سواء ب​الكهرباء​ أو المياه أو أي مرفق آخر يعاني من الهدر".