أجاب رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ على سؤال حول المطلوب لمعالجة المرض الحكومي بعد استفحال العقدة السنّية، بالقول:"وفق المنطق، أعتقد انّ الحل عند رئيس الجمهورية".

وكان بري قد أبلغ الى المعنيين انّه و​حزب الله​ واللقاء التشاوري ليسوا في وارد التراجع عن مطلب تمثيل السنّة المستقلّين، ولا رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ يبدو انّه في وارد التنازل، بعد الذي سمعه من الطرف الآخر، وبالتالي فانّ ​الرئيس ميشال عون​ قد يكون الأقدر على المبادرة في اتجاه معالجة العقدة السنّية.

ولفت بري في حديث صحافي الى ان "الحريري لم يسألني رأيي حول استقبال نواب اللقاء التشاوري، ويبدو انّ بعض المحيطين به قد تكفلوا بالأمر"، مضيفا :"ليس المهم اللقاء في حد ذاته، بل النتيجة، وسواء انعقد أم لا، أنا أدعو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف الى ان "يحلّوها" بحيث يتم اختيار وزير من بين النواب الستة، حتى ننتهي من هذه المراوحة، لأننا لم نعد نملك ترف الانتظار".

وأوضح بري أنه "تنازلت مرّة عن مقعد شيعي من أجل توزير النائب ​فيصل كرامي​، ومرّة أخرى عن حقيبة هي الاشغال من أجل إنصاف ​تيار المردة​، ولم يكن لديّ أي مشكلة في هذا الصدد، لأنني اعتبر أننا في صف واحد مع حلفائنا، وأكرّر، انّه حتى خلال مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة تنازلنا، انا وحزب الله، عندما قبلنا بنيل ستة مقاعد وزارية فيما نحن نشكّل معاً أكبر تكتل في ​لبنان​ كون كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة تضمان مجتمعَتين 30 نائباً، وقد سبق ان تفاهمت مع ​السيد حسن نصرالله​ على ان نساهم في تسهيل تأليف الحكومة وأن لا نرفع سقف مطالبنا على رغم من انّ ذلك هو حق لنا"، مضيفا :"من المفارقات على سبيل المثال، انّ ​كتلة القوات اللبنانية​ التي تضمّ 15 نائباً حصلت على أربعة وزراء، بينما كتلتنا المكوّنة من 17 نائباً نالت ثلاثة وزراء فقط، فأين المعيار الواحد هنا؟ ومع ذلك لم نتسبب بمشكلة ولم نطلب حصة أكبر تتناسب مع حجمنا النيابي، وعلى الآخرين الآن إبداء مرونة في التعاطي مع حق اللقاء التشاوري في الحصول على وزير لنتوقف عن الدوران في هذه الدوامة".

وحول اجتماعه مع رئيس مجلس النواب البلجيكي لفت بري الى انه "من المعروف انّ تشكيل الحكومات في ​بلجيكا​ يستغرق وقتاً طويلاً لامس أحياناً حدود الـ600 يوم، وكان يمكن للبنانيين ان يأخذوا العبرة من هذه التجربة، لكن يبدو أننا نصرّ دائماً على ان نتعلم من كيسنا، بعد ان نكون قد دفعنا ثمناً غالياً". وحول التظاهرات الصاخبة في ​فرنسا​ علق بري قائلا :"أرجأنا زيارتنا الى هناك في انتظار ان نعالج وضعنا، فإذا بفرنسا عالقة في أزمة تنتظر من يعالجها"، مضيفا :"وصلت التظاهرات والفوضى الى "شارع بري" المتفرع من ​الشانزليزيه​".